التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المنشور رقم (9) الإمــــــام



بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ” الأنبياء1-2.
ليس من باب المصادفة أن تعقد القمة العربية الأخيرة بتاريخ 1/3/2003م الموافق السبت السابع والعشرين من ذي الحجة عام ثلاثة وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية، في شرم الشيخ في الموقع الذي تخاذلت فيه بنو إسرائيل وخرجت عن طاعة نبي الله موسى عليه السلام، لقتال الجبابرة الذين يحتلون فلسطين يؤمئذ بحجة أنهم لا طاقة لهم بقتالهم وهي نفس الحجة التي تذرعت بها القمة العربية، وتخاذلت عن مناصرة العراق وفلسطين بحجة أن لا طاقة لهم بمواجهة إسرائيل وأمريكا التي تقف من ورائها وتشد من أزرها وتشجع إهلاكها الحرث والنسل في القدس والأراضي المباركة حولها. فلم يغفل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حالة التيه السائدة اليوم فقد روى الشيخان البخاري ومسـلم عن حــذيفة بن اليمان قال: ”كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلـت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلـت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هدى، تعرف منهم وتنكر، قلـت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يارسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك”.
وحدد الله عز وجل حالة التيه الذي تعيشه الأمة وعاشته القمة العربية في شرم الشيخ في سورة الواقعة الآيات (7-14) بقوله تعالى: ”وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14)”.
صنفت هذه الآيات الأمة إلي ثلاثة أصناف هم:
1/ أصحاب ميمنة    2/ أصحاب مشأمة     3/ وسابقون مقربون .
كان هذا التصنيف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأشار إليهم الله تعالى بقوله: “ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ”.
ثم يتكرر هذا التصنيف:
1/ أصحاب ميمنة     2/ أصحاب مشأمة   3/ وسابقون ومقربون  .
ويكون ذلك في آخر الأمة بدلالة قوله تعالى: ” وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ” ومن مجموع الأولين والآخرين تتكون الأزواج الثلاثة المكونة لأمة الإسلام وإشارته صلى الله عليه وسلم بقوله (نعم) يشير إلى الشر الواقع بين الخير على عهد رسول الله وهي ثلة الأولين في آية الواقعة والخير الممزوج بالدخن في حديث حذيفة الذي يشير إلى الآية ”وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ” وأسقطت الآية وسط الأمة ولم تلحقه بالإسلام وفي ذلك إشارة إلى حالة التيه الذي تعيشه الأمة اليوم.
ولمعرفة ثلة الآخرين هذه أورد ما رواه أبو نعيم عن عروة بن رويم مرسلاً يرفعه إلى الرسول قال: ”خير هذه الأمة أولها وآخرها أولها فيهم رسول الله وآخـرها فيهم عيسى ابن مريم وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منه” التصـريح حديث رقم 64.
وجاء في أسباب النزول للنيسابوري عن عروة بن رويم أن رسول الله في شرحه لقوله تعالى: ” ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ” قــال: ”من آدم إلينا ثلة، ومـني إلى يوم القيامة ثلة ولا يستتممها إلا السودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله”.
وكفى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً عن اجتهادات العلماء فقد حدد فيه بالإشارة أن أنصار المسيح من السودان، وما رواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج11) حديث رقم 31497 عن عمار بن ياسر قال: ”ويسير صاحب المغرب فيقتل الدجال” لأنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى ابن مريم” التصريح حديث(28).
وإنه يجيئ من المغرب كما رواه أحمد: ”ثم يجئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال”.
وإن هذا التيه والضلال طال قبائل المسيرية (البقارة) بغرب السودان لما رواه محمد بن إبراهيم الطرسوسي عن عبد الله بن عمر قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”إذا ضن الناس بالدينار والدرهم واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله، وتبايعوا بالغبن أنزل الله عليهم ذلاً فلم يرفعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم”.
لقد خرجت إلى بحر العرب مرتين عام 1994 م و1997 م ورفعت راية الجهاد، وطلبت من قبائل المسيرية الانضواء تحت لوائي والجهاد في سبيل الله ولكنهم أعرضوا عني واتبعوا أذناب أبقارهم وآثروا رعي الأبقار على الجهاد فأنزل الله عليهم الذل الذي فرضه عليهم المتمردون بأخذ أرضهم منهم وضمها إلى الجنوب ومن أسباب خروجي للجهاد دفع التمرد الذي يجاهر بعدائه للإسلام.
لقد وقع على المسيرية الذل باتباعهم أذناب البقر فهم الآن في كارن بكينيا يتفاوضون تحت ضغوط المتمردين للتنازل عن أحقيتهم في منطقة آبيي والتي كانت تسمي أصلا بـ(دار المسيرية). وإن هذا الذل الواقع عليهم لا يرفعه الله عنهم إلا بإتباعي وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ” أنزل الله عليهم ذلاً فلم يرفعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم”.
ولا يكون رجوعهم إلى دينهم إلا باتباع خليفة الله في الأرض الذي نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الفتن: ”تلزم جماعة المسلمين وإمامهم”.
وبالرجوع إلى نصوص الآيات والأحاديث السابقة نتبين أن إمام المسلمين اليوم هو المسيح عيسى ابن مريم وظهوره مرتبط بظهور الدجال.


الفصــل الأول
روى أبو داوود عن طريق عِمير بن هاني سمعت عبد الله بن عمر يقول: ”كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها، حتى ذكر فتنة الاحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الإحلاس؟ قال: هي حرب وهرب، ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني، إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، حتى إذا قيل انقضت عادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده” المصدر: البداية والنهاية ومعه نهاية البداية ص 51 لابن كثير الطبعة الثالثة 1998م.

التعليق والشرح:
كل هذه الفتن تدور وقائعها في العراق:-
1. فتنة الاحلاس: هي حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران.
2. فتنة السراء: هي احتلال العراق للكويت وسميت بالسراء لاحتلال الكويت بلا خسائر تذكر في الأنفس أو العتاد وبلا قتال (وسر أناس بتعويضات لا يستحقونها لولا دخول العراق للكويت).
3. وقوله: ”دخلها أو دخنها” قال الشارح:
الدخل: الغش والعيب والفساد.
الدخن: الكدورة المائلة إلى السواد.
4. ”دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني”.  
أقـول: هذا الرجل هو عيسى ابن مريم بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر بنسبه إليه وفي ذات الوقت نفي أن يكون منه، وهذا التضاد لا ينطبق على أحد من هذه الأمة إلا على عيسى ابن مريم، وكفى بالله شهيداً بقوله تعالى: ”وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ” سورة البلد الآية 3. وهذا تأكيد على ميلاد عيسى ابن مريم مرة ثانية في آل بيت النبي. وقوله: ”دخلها أو دخنها من تحت قدمي...” أن تلك الفتن توطئ لظهور المسيح عيسى ابن مريم وإن لم يكن طرفا مباشراً فيها ولكنه من وراء أستارها المعبر عنه بـ” دخلها أو دخنها”.
5. وقوله: ”ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع” قال الشـــارح ”كورك على ضلع”: مثل للأمر الذي لا يستقيم لأن الورك لا يثبت على الضلع.

أقول: الرجل الذي اصطلح عليه الناس هو (صدام حسين) والناس الذين اصطلحوا عليه هم مناديب المنظمات الإسلامية الوافدة من شتى دول العالم الإسلامي التي بايعت صدام على حمل لواء الإسلام باسم المسلمين كافة، لأنهم أدركوا أن فتنة دخول صدام للكويت أخذت منحى آخر إذ تحولت إلى حرب صليبية بقيادة جورج بوش الأب الرئيس الأمريكي الأسبق مدفوعاً بأهداف يهودية صهيونية، ألب فيها العالم أجمع للقضاء على الإسلام والمسلمين، فلم يجد المسلمون بد من مبايعة صدام بالرغم من أنه بعثي يتعارض منهجه القومي العربي مع منهج الوفود التي بايعته، ذات التوجهات الإسلامية الأصولية، فعجز صدام عن الجمع بين منهجه ومنهج الوفود التي بايعته، لعدم انسجام المذهب الأصولي مع الفكر القومي العربي لذا جاء التعبير عن هذه البيعة بـ” كورك على ضلع”.
6. قوله: ”ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة حتى إذا قيل انقضت عادت” هي حرب الخليج الثانية التي اشتركت فيها قريباً من ثلاثين دولة من العالم أو أكثر وتأثر بها معظم الناس وهو ما عبر عنه بقوله: ”لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة” ولقد تجددت هذه الفتنة وتنوعت، وكلما ظن الناس إنها انقضت عادت تحت مسمى جديد وإسلوب في الحرب والقتال، فكانت في البداية عاصفة الصحراء. ثم تدمير سلاح العراق، ثم النفط مقابل الغذاء، ثم التفتيش عن أسلحـة الدمار الشامل العراقية ونزعها، ثم عملية ثعلب الصحراء، ثم مناطق حظر الطيران العراقي والقصف الدوري للطائرات الأمريكية والبريطانية للمواقع العراقية، واستمر هذا الحال من عهد بوش الأب مروراً بفترتـي رئاسـة بل كلنتون وبوش الابن الحالية.
7. قوله: ”يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه” وهذا ما حدده جورج بوش الابن في تصنيف الأمة بعد أحداث 11سبتمبر فقد أوردت صحيفة (الوطن) السعودية بتاريخ 11أغسطس عام 2002م صفـحة20 عن بوش قوله: ”إما أن تكونوا معنا وإلا فأنتم ضدنا”.
8. قوله: ”فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده”. لقد تجلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث إلى واقع الحياة المنظور وقطع محاولات التأويل وأزال الشبهات عن الآتي:
أ/ إن المسيح عيسى ابن مريم يولد في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بقوله: ”رجل من أهل بيتي” وقوله ”أنه مني وليس مني”.
ب/ إن جورج بوش الابن هو المسيح الدجال المذكور في السنة بدليل قوله صلى الله عليه مسلم: ”فإذا كان ذاكـم فانتظروا الدجال من يومه أو غده” فلا عبرة بمن يعتبر جورج بوش الابن مخلص ومنقذ لهذه الأمة، وإن إتباع بعض الدول الإسلامية له والرضا بمخططاته شاهد أيضاً على أنه هو الدجال فقد روى أبو داوود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”من سمـع بالدجـال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات”. (وذلك بادعائه لنشره للديمقراطية وحقوق الإنسان ...إلخ ).
أقول: لو جاء الدجال راكباً حماراً عرض ما بين أذنيه سبعين باعاً أو أربعين ذراعاً ويحمل معه جنة وناراً أو يحمل حروف هجاء الكفر على وجهه لما اشتبه أمره على أحد، وفي هذا الحديث دلالة على صــرف تلك الأوصاف إلى التأويل، وإلا ما اشتبه الدجال على أحد.
إن خروج الدجال دلالة على خروج المهدي، روى السيوطي في الحاوي ص63. عن عبد الله بن عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يخرج المهدى والدجال كفرسي رهان فيغلب هذا على الذي يليه وهذا على الذي يليه حتى يلتقيان بفلسطين صرة الشام”.
ويؤكد معنى حديث الاحلاس السابق حديث الأحلاس اللاحق ما أخرجه الشيخ يوسف ابن يحيي في كتابه (عقد الدرر في أخبار المنتظر) الطبعة الثانية 1989 ص 119.حديث رقم 89 جاء فيه: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم: ”ستكون بعدي فتنة الاحلاس يكون فيها حرب وهرب ثم بعدها فتن أشد منها كلما قيل انقضت عادت حتى لا يبقي بيت من العرب إلا دخلته ولا مسلم إلا وصلته حتى يخرج رجل من أهل بيتي” أخرجه الحافظ أبو محمد الحسين في كتابه المصابيح.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية ( ج5) ص33. عن أبي إسحاق بسنده قال: قال رسول الله: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي” وفي رواية: ”لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي” وفي نفس المصدر ص 34. عن عبد الله بن أحمد (بالمسند) عن علي أن رسول الله لما أردف أبا بكر بعلي فأخذ منه الكتاب بالجحفة رجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل فيً شيئ؟ فقال: ”لا لكن جبريل جاءني فقـال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل من أهل بيتك”.
لما كان عيسى ابن مريم عند عودته يقوم بمهام رسول الله بتبليغ رسالة القرآن إلى الناس كافة، فإن نصوص الأحاديث السابقة تحتم أن يكون من آل بيت النبي وإنه هو سليمان أبو القاسم موسي بالتحديد، لأنني الشخص الوحيد الـــذي ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ”يزعم أنه مني وليس مني” فأنا وحدي المعني لأن ما أقوله بالنص الصـريح ذكره رســول الله بالنص الصريح. وإن دعوتي تقوم أساساً على كوني (أني منه وليس منه).
أما الذين يعتقدون أن عيسى ابن مريم موجوداً في السماء بشراً فلا يستندون في ذلك على دليل من الكتاب أو السنة، ففي الطبعة الثالثة لكتاب البداية والنهاية لابن كثير بتاريـخ 1419هـ، 1998م (ج10) ص130 قـال الشيـخ سليـم عبداللطيف يوسف معلقاً على نزول عيسى ابن مريم قال بالهامش: امتداد حياة عيسى عليه السلام حتى الآن ليس موضع اتفاق بين علماء المسلمين، ولم يرد نص قاطع في هذا الأمر. وكل شواهد الكتاب والسنة تؤكد أن عيسى ابن مريم أحد المهديين المنتسبين إلى أهل البيت وهو أخصهم جميعاً.
كما جـاء في حديث ابن ماجة ”ولا مهدى إلا عيسى ابن مريم” فهل خرج الدجال بالفعل؟ الإجابة في الفصل التالي.


الفصـــل الثاني
نقلت صحيفة الاسبوع المصرية في عددها الصادر بتاريخ 23 ذي الحجة 1423هـ الموافق 24 فبراير 2003م على الصفحة الخامسة مقالاً من برلين بقلم وليد الشيخ نقلاً عن مجلة (دير شيبجل) الألمانية جاء فيه ما يلي: إن أمريكا ملتزمة بالوقوف بجانب إسرائيل إنها وصية إنجيلية، والإنجيليون يؤمنون بأن الله وعد الشعب اليهودي بهذه الأرض المقدسة. ترى المجلة أن هذا التحالف اليميني كان له أكبر أثر في الدعم الامريكي لرئيس الوزراء الاسرائيلي شارون، فوجود دولة إسرائيل بالنسبة لهم دليل على اقتراب معركة آرمجدون إنهم يعتقدون أن الحرب قائمه وستؤدي إن آجلاً أو عاجلاً إلى وقوع معركة آرمجدون إنه رغم التاريخ الحافل لجورج بوش الأب إلا أن جورج بوش الابن أكبر أولاده ظل فاشلاً وضائعاً حتى يوم 27/7/1986م حين أكمل عمره أربعين عاماً حيث يقول أنه ركع على ركبتيه وأقسم لزوجته (لورا) بألا يعود إلى ذلك أبداً إلى الخمر مرة أخرى طالباً مساعدة الله في تحقيق ذلك وتعلق المجلة بأن أمريكا تحب مثل هذه القصص والحكايات عن عودة الابن الضال. وتضيف المجلة إن من تولى إعادة تأهيل بوش هو القس (بيلي جراهام) النجم الأكبر لحركة البعث البروتستانتي اليمينية المتطرفة، وهو واعظ ذو شخصية كارزيمية يذهب إلى بوش وعائلته وأصدقائه بصورة دورية ليست فقط  للصلاة بل للحديث عن قيادة العالم. وفي البداية كان جورج بوش يتابع ذلك بلا أدني اهتمام وتدريجياً بدأ اهتمامه في الازدياد إلى الحد الذي قال فيه يوماً ما هناك حبة نبتت في قلبي وبدأت أشعر بأنني أتغير وكان ترك الخمر هو أول قرار يتخذه بعد التحول وتقول (دير شبيجل) أنه منذ ذلك الوقت أصبح بوش واحداً من الستين مليون أمريكي الذين يؤمنون بالولادة الثانية للمسيح ويقول (توني ايفانز) الواعظ  من تكساس وأحد مستشاريه الروحيين تعاليم الإنجيل كانت سبباً رئيسياً لاتخاذ بوش قراره بالتقدم لانتخابات الرئاسة، إنه شعر إن الله يكلمه وإن واجباته قد حددت بتكليف من الله بقوله إنني اقتنعت بأن ثقافتنا بكاملها يجب أن تتغير بصورة جذرية وإلى الأبد فنحن نحتاج إلى تجديد روحي في امريكا وبذا تحول بوش من إنسان غبي غائب عن الوعي بفعل الإدمان على الكحول إلى رئيس أمريكي ثم إلى قائد عسكري يسعى إلى شن الحرب. وقد كانت الولادة الثانية لبوش يوم 11سبتمبر حيث كان حتى هذا اليوم مجرد حاكم بلا هدف ولكن الهجوم على نيويورك وواشنطن أعطيا رئاسته الهدف والسبيل وبعدها بدأ في الحديث بمصطلحات دينيه مثل (معركة الخير ضد الشر)، (العدالة الأبدية)، (الحرب الصليبية) (إن أفكار الولادة الثانية للمسيح سيطرت عليهم تماماً) معتبرين أن أحداث 11 سبتمبر مثلت إشارة لنهاية العالم بعد عودة المسيح ليحكم لمدة ألف عام بعد انتصار الخير على الشر في المعركة الشهيرة (أرمجدون) بجانب القدس والتي ستشهد القضاء على الاشرار في العالم (المسلمين) . أهـ.
1. سُمي الدجال بالمسيح لأنه يدعي النصرانية وهو كاذب في دعواه وينصر اليهود على المسلمين قال تعالى: ” وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا” الإسراء 6.
2. وعد الله اليهود بالعودة إلى الأرض المقدسـة في قوله تعالى: ”وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخـــِرَةِ جِئْنَا بِكــُمْ لَفِيفًا” الإسراء 104. بالعودة الجماعية.
3. إقامة دولة إسرائيل وعاصمتها القدس هي علامة قرب معركة (أرمجدون) وتحرير المسلمون للقدس بقيادة المسيح المسلم، وليس المسيح المتهود بوش، وإلى معركة آرمجدون أشار الله تعالى: ”فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)” الإسراء 7. لقد دخل المسلمون المسجد الأقصى أول مرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويدخلونه هذه المرة بقيادة المسيح المهدى وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: “العرب يؤمئذ قليل وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم، إذ نزل عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص  يمشي القهقرى، ليقدم عيسى ليصلي فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام: افتحوا الباب، فيفتح ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلي وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هارباً: ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود” رواه ابن ماجة واسناده قوي.
وجاء في نزول عيسى ابن مريم في القدس بعد ميلاده الثاني في المغرب ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”يجئ عيسى ابن مريـم من قبل المغـرب مصدقاً بمحمد وعلي ملته فيقتل الدجال”.
4. قوله: وقد كانت الولادة الثانية لبوش يوم 11سبتمبر وأيضاً يؤكد القرآن على الميلاد الثاني للمسيح فالقرآن يمتاز بميزة تفرد بها عن الأديان السماوية الأخرى فالتوراة والإنجيل اندثرت أصولها ومراجعها الأصلية بسبب اندثار لغة تنزيلها ولم  يبق منها إلا شرحها المنقول بالترجمة التي تعتمد على فهم المترجم، وهو يختلف من شخص لآخر لذا لحقها التحريف. خلافاً للقرآن الذي حفظت اللغة العربية أصوله إذ لا تحتاج آياته إلى ترجمة  يقول تعالى: ”اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ” الشورى الآية 17. والقرآن ميزانه اللغة العربية الفصيحة التي تبين مقــاصده، يقول تعالى: “ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ” الزمر الآية 28.
وقوله ”غَيْرَ ذِي عِوَجٍ” يعني فصيحاً. وإذا قسنا قوله تعالى في عودة عيسى ابن مريم: ”ويكلم النـاس في المهد وكهلاً” آل عمران الآية 46.
ومعنى الكهولة في اللغة العربية الفصيحة: هي السن ما بين الشباب والشيخوخة أي ما بين الأربعين والخمسين سنة ولما كان هذا عام ألفين وثلاثة من ميلاد عيسى ابن مريم فإنه لا يكلم الناس كهلاً في هذه الأمة إلا بميلاد جديد. ولو تدبرنا القرآن نجد إن هذا الميلاد الجديد حتمي لقوله تعالى: ”وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ” يس الآية68. فلو عاد عيسى ابن مريم بميلاده الأول وعمره 2003 سنة سيأتيكم في أرذل العمر الذي تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصلح للإمامة التي تقتضي كمال العقل والجسم. وإذا لم يتعقل المسلمون ميلاد المسيح ثانية من نصوص القرآن والسنة فإن اعتقاد (ستين مليوناً) من النصارى بميلاده ثانية بفهم ظاهري تصبح عقيدة للمسلمين وملزمة لهم شرعاً بنص القرآن، قال تعالى: ”فَاسْأَلُوا أَهـْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ النحـل الآية 43-44. فأهل الذكر في هاتين الآيتين هم اليهود والنصارى. 
5. قوله الهجوم على نيويـورك وواشنطن أعطيا رئاسته الهدف والسبيل...أي أن غضب بوش الابن على تدمير برجي التجارة كان السبب المباشر لخروج الجيوش الأمريكية لغزو العالم الإسلامي وقد ذكر مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر إن سبب خروج الدجالإنـما يخـرج من غضبة يغضبها”.
6. وقوله بعد عودة المسيح ... بعد انتصار الخير على الشر في معركة أرمجدون الشهيرة بجانب القدس ... للقضاء على الأشرار (المسلمين) “.

أقول: صحيح سيتم انتصار الخير على الشر ويكون الخير بقيادة المسيح المسلم للمسلمين والشر بقيادة المسيح اليهودي لما رواه الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يتقابل المسيحان بجيشيهما” فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله حتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحد إلا قتله”.
وخلاصة القول: أن اليهود والنصارى اختاروا جورج بوش زعيماً لهم وإماماً للمعركة الصليبية الحالية فعلى المسلمين معرفة إمامهم لمقابلة التحدي الصليبي الصهيوني.
فما هي المواصفات التى يعرف بها الإمام؟
أورد البخاري عن رسول الله قال: ”كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدى وإنه سيكون خلفاء كثيرون قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: فو ببيعة الأول فالأول، وأعـطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم”. وقوله ”استرعاهم” تعني أن اختيارهم يتم باختيار الله واصطفائه، لا باختيار الناس واتفاقهم يقول تعالى وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ” القصص الآية 68. وهؤلاء المختارون هم ورثة الكتب المنزلة على الرسل لأنهم وارثون لمقاماتهم يقول تعالى: ”ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا” فاطر الآية32. وهؤلاء الوارثون هم خلفاء الله في الأرض وأولي أمر المسلمين الذين استرعاهم الله على الأمة وفرض طاعتهم عليها قال تعالى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ” النساء الآية 59. واشترط الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة الأمراء من بعد وفاته لما رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني”.
وضمن الله معنى هذا الحديث في قوله تعالى: ” وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)” النساء الآية 69.
وهذا الخليفة هو وارث مقام النبيين في الآية السابقة وصرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو نعيم عن ابن مسعود قال: قال صلى الله عليه وسلم: ”إن لله في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى ولله سبعة في الخلق قلوبهم على قلب إبراهيم ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل ولله في الخلق واحد على قلب إسرافيل فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الاربـعين، وإذا مات من الأربعين، أبدل الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة، فبهـم يحيـي ويميت ويمطـر وينبت ويدفع البلاء“. الحديث صريح فى أن هؤلاء الخلفاء الأبدال يختارهم الله بقوله ”أبدل الله وجاء التحذير من التوارث بالتعيين من قبل الناس صراحة في قوله تعالى: ”قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ” الأعراف الآية 71. فإن هذه الآية والحديث قبلها يؤكدان بطلان دعاوى المتمشيخين من تجانيين وقادريين وسمانيين ومن جرى على شاكلتهم فهؤلاء جميعاً لا خلاق لهم عند الله ولكن الله أنزل سلطانه على الخليفة الذي يختاره هو، يقول تعالى: ”وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ” القصص الآية 68.
أما الشيـخ/ عبد القـادر الجيلانـي، والشيـخ/ السماني والشيخ/ التجاني رضي الله عنهم جميعاً كانوا في فترة حياتهم خلفاء باختيار الله لهم، والإنكار عليهم كفر صريح، ولكن عندما يموت منهم أحد وهو الواحد المذكور في حديث أبو نعيم فإن الله يبدل مكانه آخر، وهذا الآخر الجديد يصدع بأمره على الملأ، ويقول صراحة أنا خليفة الله في الأرض ووارث مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتعيين من الله، ولولا أن السر الرباني ينتقل من الميت إلى الحي كما جاء في حديث أبو نعيم لاكتفي الناس برسول الله بعد موته ولما كان هنالك خليفة بعده اسمه عبد القادر الجيلاني أو السماني أو التجاني ونفس الحكمة التي أوجدت هؤلاء المشايخ تنتقل منهم بعد وفاتهم، باصطفاء الله لخليفة آخر لأن الله هو الذي يختار خليفته ولا يترك الناس ليختاروا له الخليفة، وإن إختيار الناس للخليفة وتعيينه لأمر مضحك حقاً!!. ومما يؤكد بطلان دعوى التوارث إن الشـيخ عبد القادر الجيلانى لم يرث مقامه من أبيه، وإن عبد الكريم السمان كذلك. وأيضا الشيخ التجانى كل هؤلاء الخلفاء لم تنتقل اليهم الخلافة بالارث من آبائهم. وأود أن ألفت نظر الصوفية والوهابية إلى حقيقة غابت عن الكل إلا ممن هدى الله وهي:
إن الشيخ أحمد التجاني إنتقل إليه سر الخلافة الربانية من الشيخ محمد بن عبد الوهاب بلا فاصل زمني، لأن فترة حياة الشيخ أحمد التجاني الأولى كانت في خلافة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعندما مات محمد بن عبد الوهاب أبدل الله مكانه بالشيخ أحمد التجاني، والدليل على ذلك هو أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد عام 1115هـ وتوفي عام 1206هـ. وإن الشيخ أحمد التجاني ولد عام 1150هـ وتوفي 1230هـ ويقول الشيخ أحمد التجاني انه وقع له الفتح عندما بلغ عمره الخمسين عاماً أي في عام 1200هـ ما دام ان مقام الغوثية لا يشغر بدليل قوله ”ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر” فإن الشيخ أحمد التجاني قضى أيام عمره الأولى في خلافة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وإن سر الخلافة انتقل إليه منه بعد وفاته. ومن علم ذلك أدرك أن لا خلاف بين الصوفية والأصوليين وإنما هو اختلاف مراتب في الدين وليس اختلاف افتراق فيعبر الأصوليون عن مرتبة الإسلام، ويعبر المتصوفة عن مرتبة الإيمان ويحصل تداخل بين الإحسان والإسلام النهائي وهو خاص بخلفاء الله في أرضه، لأن الله يرفعهم درجة في العلم تكسبهم خصوصية التميز عن أهل زمانهم فيخصهم بالإمامة والتقدم على أهل زمانهم.
إن هذا الشخص هو الحلقة المفقودة بتجاهل الناس، والموجودة أصلاً لأن المقام لا يخلو من وارث وإن صاحبه يعلن عن نفسه ولا ينتظر تعيين الناس له ولا تضل الأمة الطريق إليه إن هي أرادت الخروج من محنتها الراهنة وأقول وأكرر وأؤكد لا مخرج سواي البتة فأنا ذلك الإمام المفقود وكادت الأمة أن تهلك بسبب تجاهلها عن قصد لدعوتي ولا منقذ لهم غيري.
ولإزالة الإلباس عن الصوفية عامة والتجانية خاصة عن مقام محمد بن عبد الوهاب وتصحيح الوهابية عن إنتسابي إلى الطريقة التجانية.

أقول: لهؤلاء وهؤلاء إن الطريق التجاني يمتاز عن بقية الطرق الصوفية الأخرى بأنه جامع لمراتب الدين، وإن اسماء أصحاب هذه المقامات واردة في اسم الطريقة نفسها قال صاحب الدرة الخريدة ص30 الطبعة الاولي 1419هـ 1998م "أعلم إن هذه الطريقة الأحمدية التجانية تسمى أيضاً محمدية إبراهيمية حنيفية وسميت باسماء كثيرة لأن لها من الفضائل والخصائص ما ليس لغيرها".
أقول: هذه الخصائص التي ليس لغيرها تتلخص في الآتي:
* إنها طريقة أحمديه: نسبة إلى الشيخ أحمد التجاني صاحب المقام العيسوي. وهو مرتبة الإيمان.
* وإنها محمدية: نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب صاحب المقام الموسوي. وهو مرتبة الإسلام.
* وإنها إبراهيمية: نسبة إلى الشيخ إبراهيم الكولخي صاحب المقام الإبراهيمي وهو مقام إبراهيم الخليل. وهو مرتبة الإحسان فتكون الطريقة التجانية بذلك جامعة لمراتب الدين ( الإسلام والإيمان والإحسان ).
وشاهد ذلك ما يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: ”يكون في هذه الأمة أربعة على خلق إبراهيم وسبعة على خلق موسي وثلاثة على خلق عيسى وواحد على خلق محمد”.
فالشيخ أحمد التجاني أعلى أصحاب المرتبة العيسوية. والشيخ محمد بن عبد الوهاب أعلى أصحاب المقام الموسوي، كما أن الشيخ إبراهيم الكولخي أعلى أصحاب المرتبة الإبراهيمية في هذه الأمة. أما عيسى ابن مريم فيجمع هذه المراتب كلها عند عودته فهو محمدي أصولي وأحمدي تجاني صوفي وعلى الملة الإبراهيمية الحنيفية، فاجتمعت لعيسى كل مراتب الدين وذلك معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ”ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم” لأنه هو الخليفة الراشد الوحيد الذي جمعت له مراتب الدين كما جمعت للرسول صلى الله عليه وسلم  عند بعثته رسولاً، وهو الواحد من هذه الأمة على خلُق محمد صلى الله عليه وسلم بقولــه: ”وواحد على خلق محمد” جاء في عقد الدرر حديث رقم 48: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”يخرج رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي وخُلُقه خُلُقي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً” أخرجه أبو نعيم والإمام أبو عمر المقرّي.
وهو المهدي التجانى. لجمع الطريقة التجانية لكل مراتب الدين فكان عيسى أكمل المهديين وأخصهم وخاتمهم كما جاء فى الحديث: ”إن منهما (الحسن والحسين) مهدي هذه الأمة ... ويقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به أول الزمان” أخرجه الطبرانى. كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأخصهم.
لقد حكم الكتاب والسنة بقول فصل لا يقبل الرد أو الشك حقاً ويقيناً بأن سليمان أبو القاسم موسى هو ذات المسيح نبي بني إسرائيل بالإنجيل، بعث بذاته وروحه ونفسه مهدياً لهذه الأمة، ولكن الأسباب التي حالت دون إيمان هرقل بالرسول صلى الله عليه وسلم مع قناعته بصدق دعوته وقفت عائقاً دون اتباعي. وآثر العلماء الصمت وإن كان صمتهم في حقيقته إقراراً بصدق دعوتي، إلا أن الاعتراف لفظياً فيه تبرئة لذممهم أمام الله للأمانة الملقاة على عاتقهم ولكنهم في ذات الوقت رأوا في الجهر إعترافاً بأخطائهم لإعتمادهم عقيدة السلف المجافية لنصوص الكتاب والسنة وفي ذلك مس لمكانتهم الأدبية.
وجاء موقف السادة الصوفية مطابقـاً لمـا أورده الدكتـور/ عبد اللطيف البوني في مؤلفه (تجربة نميري الإسلامية في السودان) يقول الدكتور البوني: ”الطرق الصوفية كانت مؤيدة لكل توجهات نميري الإسلامية بما في ذلك إعلان الشريعة الإسلامية، وتحفظت عند مسألة البيعة فلم تبايعه إلا السجادات الصغيرة نسبياً أما الطرق الكبرى كالإدريسية والتجانية والسمانية والختمية فلم تبايع، وربما كان موقف الطرق من البيعة يرجع إلى أن كلمة بيعة هذه موجودة أصلاً عند الطرق، إذ هي عقد إذعان من المريد للشيخ فيكون السؤال: كيف يكون الحال إذا بايع الشيخ نفسه نميري؟ إنها تعني التخلي التلقائي عن الأتباع لنميري، فمركزية الولاء الديني تعني القضاء على شيخ الطريقة، فتأييد الصوفية لأي حاكم يقوم على عدم تدخله في العلاقة بينهم وبين أتباعهم، هذا الأمر يعيد للأذهان موقف الصوفية من المهدي فحينما جعل الولاء مركزياً اتجهت لمعارضته”. الطبعة الأولى 1995م ص88-89.
فأنا لا أيأس من إيمان هؤلاء وأولئك فسنة الله جارية إلى مآلها، فالأمل معقود على قوله تعالى: ”فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ” هود116.
فإن كان هذا حال الأمم السابقة فكيف بحال أمة قال فيها الله تعالى: ”كُنْتُمْ خَيْرَ أمة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ” سورة آل عمران الآية110.
ولابد أن تاتى لحظة تتحول فيها هذه الأمة من مرحلة العداء والخذلان إلى مناصرتي ومؤازرتي إذ روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ”وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر حتى يقع فيه والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام”.
وإذا كانت هنالك أسباب خاصة منعت طوائف مميزة من مناصرة هذه الدعوة إلى حين، فهنالك طائفة مميزة من هذه الأمة هم أعلام الفكر والثقافة فعلى هؤلاء تقع المسئولية الكبرى في توجيه ثقافة وفكر الأمة إلى ما فيه صلاحهم وخاصة بعد أن أعلن الملوك والرؤساء صراحة أنهم عاجزون عن الدفاع عن أرض وعرض المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وأنهم لا يملكون خطة في المستقبل لدرء الخطر الأمريكي الصهيوني  الذي يتهدد الإسلام والمسلمين ويسعى لإخراجهم من ديارهم (فلسطين).

أقول:
 إن الملوك والرؤساء محقون فيما أعلنوا من عجز، لأن أمريكا تجلت بالمظهر الكامل للدجال الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناصرت اليهود وهي بهذا المظهر لا يقدر على مواجهتها ملك أو رئيس حالي أو منتظر إلا منتظر واحد هو عيسى ابن مريم وهو وحده الذي يصلح لقيادة الأمة في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ أمة الإسلام.
وإن أي محاولة لإيجاد مخرج دون المسيح هي محاولات راقم على الماء، أو كناطح صخر بل هي في حقيقة الأمر تعد هروباً من الواقع ومجافاة للحق وذلك لا يزيد الأمة إلا تخسيراً.
لقد خلت من قبلكم سنن فإنه لما ضاقت ببني إسرائيل الرحباء في التيـه لخذلانهم موسى عليه السلام لفتح الأرض المقدسة وأيقنوا أن لا ملجاء من الله إلا إليه ولا سبيل للخروج من التيه إلا بإجابة داعي الله قالوا لنبي لهم أدعو لنا ربك يبعث لنا ملكاً نقاتل تحت إمرته نزولاً عند أمر الله فلما غيروا ما بأنفسهم فتح الله عليهم وانتصروا على عدوهم وهزموا الجبابرة في الأرض المقدسة.
ولكم أمثالها فقد عاد الجبابرة إلى الأرض المقدسة، وَتُهْتُمْ بعد قمة شرم الشيخ كما تَاَهتْ بنو إسرائيل من قبل فإن الله قد بعثني لكم لأخرجكم من هذا التيه كما أخرج ذلك الملك المبعوث من عند الله عز وجل بني إسرائيل من التيه. أخرج ابن الجوزي في تاريخه عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”ملك الأرض أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمروز وبخت نصر، وسيملكها خامس من أهل بيتي”.
وأثبتت نصوص الكتاب والسنة أن هذا الملك الخامس هو عيسى ابن مريم الذي تلده في ميلاده الثاني امرأة من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعد للمسلمين مخرج من هذه المحنة غير إتباعي، إن غاية جهدي هذا البلاغ المبين بقوله تعالى: ”إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَـى السَّمـْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)”  سورة ق37. وإذا لم يعلم المسلمون أن عيسى ابن مريم هو الملك المرتقب الخامس، فليعلموا ذلك من أهل الذكر من يهود ونصارى فإنهم يعلمون يقيناً أن المسيح هو الملك المرتقب وإنه الآن على الأبواب، فإن عقيدتهم ملزمة للمسلمين في هذه الحالة كما بينت من قبـل في (صفحة19) أما حديث ”لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم” فخاص بالمسائل التي ليست ذات شأن يهم المسلمون وسكت عنها التشريع الإسلامي.



إن الحرب التي تشنها إسرائيل على المسلمين في فلسطين هي حرب دينية يهودية صهيونية تقوم بها الدولة العبرية للتحضير للمسيح زعيمها المرتقب ليحكم العالم.
ولنفس السبب تشن الولايات المتحدة الأمريكية حرباً صليبية دمرت بموجبها دولة أفغانستان الإسلامية، وهي متحفزة للانقضاض على العراق لتدميره، وحددت الهدف التالي بعد العراق وهي الدول الإسلامية (سوريا، ليبيا، السودان) لتطويق جزيرة العرب معقل الإسلام، لتضربه في الخطوة التالية الضربة القاضية في القلب للقضاء عليه كما يظنون، ليحكم المسيح ملكهم المرتقب وارثاً لأرض الإسلام إلى الأبد.
ومادام هذا هو الهدف المعلن من قبل اليهود والنصارى على السواء، والمسلمون على علم تام بذلك وقد علموا ذلك من وسائل إعلامهم المسموع عبر المحاورات الإذاعية والمقروء في الصحف والمجلات والمرئي عبر الفضائيات وأجهزة التلفاز والمذياع.
أقول: إن واقع الحـال هذا يحتم على المسلمين - بل والأفضل لهم ديناً ودنيا - أن يكون إمامهم الآن هو المسيح الذي يشن كل من اليهود والنصارى حرب إبادة عليهم بإسمه.
إن مجرد إلتفاف المسلمين حول قيادة المسيح يظهر كذب اليهود والنصارى، وتبطل دعواهم ويؤدي ذلك إلى زلزلة ثباتهم وتصدع تماسكهم وتفرق كلمتهم وتثبيط همتهم فينهزموا نفسياً، لإنهيار معنوياتهم قبل أن ينهزموا عسكرياً وهذا هو السر الذي صرح به الرسول بأن الدجال يحاصر المسلمين وإمامهم - المهدى أو الرجل الصالح - سواء أن كان في القدس أو عقبة أفيق أو المنارة البيضاء ولكنه عندما يظهر له المسيح المهدي قائداً للمسلمين، ينهار الدجال نفسياً وينهزم دون قتال وقد عبر الرسول عن هذا الإنهيار النفسي بعبارات ”يذوب كما يذوب الرصاص” و ”ينماث كما ينماث الملح في الماء” فلا يدركه المسيح المسلم إلا هارباً وبمجرد أن يقتله المسيح يتفرق عنه اليهود ويقتلون.
فالمسيح المهدي هو سلاح المسلمين لمحاربة اليهود والنصارى اليوم هذا في الجانب الدنيوي، أما في الجانب الديني فقد اعترف لي العلماء بأني جددت الدين فعلاً لأنني أثبت خطأ عقيدة العلماء الذين يعتقدون أن المسيح موجود بشراً في السماء وهذا فساد في العقيدة وخطأ في الدين.
والعقيدة الصحيحة هي، أن المسيح بقي بعد رفعه روحاً وسينزل روحاً ويولد ثانية بميلاد جديد في السودان قبل أن ينزل في الشام وأنه هو إمام المسلمين اليوم وكل ذلك مثبت بالقرآن والسنة وإنه بمجرد مخالفة ذلك يكون جحوداً بآيات الله يقول تعالى: ”فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ” الأنعام (33).
كما إن إتباع المسيح يحقق هدفاً دنيوياً في غاية من الأهمية وأحوج ما تكون إليه الأمة اليوم ليجمع كلمتها التي تفرقت ولجمع شملهم بعد الشتات ويؤلفهم بإذن الله حول كلمة واحدة، لتكون كلمة الله هي العليا، فيمكن الله لهم دينهم الذي ارتضي فيبدل ذلهم اليوم إلى ثبات في الغد ويبدل خوفهم أمناً وسلاماً.

ولا حول ولا قوة إلا بالله إليه ادعو وإليه أنيب

المسيح المهدي المحمدي / سليمان أبو القاسم موسى
الخميس 10محرم1424هـ
13 مارس2003م


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنشور رقم (6) ظهر المهدي المنتظر الجزء الثاني

فصـل نهاية النشأة الاولي قال ابن عربي: " نشأة متحدة وهيئة فردية متجسدة فلما كملت بنيتها وتخلقت بصفتها نفخ فيه الشخص الروحاني والكلمة الإلهية، والأمر الرباني فقامت النشأة علي ساقها تعتمد وبأمرها تستند وتواري الدور بالنشأة على أصل البدء إلى أن سلخ ذلك النهار من ليل أرضه والتحق بعنصره الأعلى " . عنقاء (لؤلؤة التحام إلىواقيت وانتظام المواقيت).  تحليل: قوله: " نفخ فيه الشخص الروحاني والكلمة الإلهية والأمر الرباني " الضمير في نفخ يعود للحق عز وجل بإشارة بيانية إلى قوله تعالى: " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا " الأنبياء 91. وقوله تعالى: " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا " التحريم 12. والشخص الروحاني هو شخص عيسى بن مريم وعطف الكلمة الإلهية والأمر الرباني عليه، دال على ذلك فهو الكلمة الإلهية. يقول تعالى: " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ " النساء 171. وقوله "

المنشور رقم (17) شعب الســـودان سيقود العـــالم بالإســـــلام

بسم الله الرحمن الرحيم إستفتاح: خلف هذه الأمة اقدر على فهم نصوص الكتاب والسنة التي تخاطب زمانهم وأن عليهم مراجعة نصوص الآيات والأحاديث لمعرفة الفقه الصحيح المستنبط منها وليس الانغلاق على فهم السلف لتلك النصوص فالمرجع هو نصوص القرآن والسنة النبوية وليس فهم السلف لهذه النصوص وهذا ما أرشد اليه نبي هذه الامة فقد جاء في صحيح البخاري ـ الطبعة الثانية ـ طبعة بيروت 1402هــ1982م عالم الكتب.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"...ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه" كتاب العلم حديث رقم(9)صفحة 45، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"...فليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له " كتاب الفتن حديث رقم  (27) صفحة 90 ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نضر الله إمرئاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه الى من هو افقه منه" صحيح اخرجه الترمذي 5/24 واللفظ له وابن ماجة 1/85 واحمد 1/437. هذه الأحاديث ترد المذهب السلفي وتثبت مذهب التجديد بالفهم الحديث المعاصر قال صلى الله عليه وسلم:" إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل

المنشور رقم (11) لمــــاذا المسيــــح في الســـــودان

بسم الله الرحمن الرحيم مـدخل: بعد أن مضى على كتابة هذه النشرة أكثر من عام أوردت صحيفة الصحافة بتاريخ 9 شعبان 1426هـ الموافق 13 سبتمبر 2005م في صفحتها السادسة مقالاً بقلم: مسمار السقيد. تحت عنوان: (كا- رع- اتوم..) أسطورة متجددة. وألحقت هذا المقال بالنشرة لأنه طابق لما نشرته سابقاً تحت عنوان (الخرطوم مركز القيادة). جاء في مقال مسمار السقيد:” كان ذلك في زمان موغل في الزمان قبل أن يتواضع الناس علي حساب الأيام وقبل تدفق السنين كان لأهل (أطلنتس) في ديارهم جنتان ذوات أكل خصب وإمراع ودهشة وكان قد اجتمع لهم علم الظاهر والباطن فعرفوا خواص الضوء والصوت وانفتحت لهم اسرار الكيمياء فانكبوا على المعادن يفتتون ذراتها ويستخلصون منافعها وتيسرت لهم معرفة الكوارتز والسليكون وفعاليته الكهرومغنطيسية والتفتوا إلى الجواهر فكشفوا أبعادها الجمالية وأغوارها السحرية. وجاء في أخبار الرواة الثقاة من لدن شيخ الطريقة أفلاطون إلى فقهاء العصر الجديد أن أهل أطلنتس لطول باعهم في علم الفلك قد علموا بأن شهاباً رصدا قد دنا أجله فخرج عن مداره وهوي منتحراً تجاه الأرض مستقبلاً أوديتهم، فكان أن أجتمع كهنتهم عن