التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المنشور رقم (12) الديمقــــراطية دين يأجوج ومأجوج الوثني وزعيمهم الدجـــال



بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: “ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ “ آل عمران 187.
جاء في أسباب النزول للإمام أبي الحسن الواحدي النيسابوري:
36- وقوله “ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ “ الآية نزلت في الذين غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
(... وكان للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود فخافوا أن تذهب مأكلتهم ان يبينوا الصفة فمن ثم غيروا).
ولما كانت الأمة الإسلامية قد سلكت مسلك اليهود في تعاملهم معي ليدخلوا جحر الضب الخرب، أظهر الله عليهم عدوهم فأهلك أقواهم  وأرهب ضعفاءهم فركعوا تحت أقدامه طائعين،  إلا أن هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس وفيها أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض، وان أشتاتهم هم جيوب المقاومة التي تقاتل على الحق وهم أنصار هذه الدعوة ولو بعد حين.
عن جابر بن عبدالله رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى ابن مريم فيقول له أميرهم تعال صل بنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله لهذه الأمة” صحيح مسلم.
وهدف طوائف الإسلام واحد وإن فرقتهم المنازل والجماعات وهو إقامة شرع الله ليعبد الله وحده وليخسأ الشيطان الاكبر وجنود الطاغوت والظلم. سواء كان فى أفغانستان أو العراق أو الشام أو السودان.
وهم الذين خصهم الله تعالى بقوله: “ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ “ آل عمران الآية 104.
ولكنهم لا يأمنوا من مكر الله إن هم ردوا دعوتي أن يُبدلوا نعمة الله كفراً. إنها موعظة للمتقين...
لقد عانى العالم الإسلامي بلايا وشروراً دامت قروناً دونما إنقطاع، بدءاًً من هجمة الإستعمار الغربي وفرض إنتدابه وسيادته على العالم الإسلامي، ثم إنشاء دولة إسرائيل والهجمة الشيوعية على افغانستان والشيشان، والمجازر اليهودية فى فلسطين، ثم قضاء الولايات المتحدة على دولة طالبان المسلمة والتنكيل بالمجاهدين الافغان وأسرهم ونفيهم إلى غوانتانامو، ثم غزو أمريكا للعراق، وإعتماد الامم المتحدة وإعترافها بشرعية إحتلال أمريكا لدولة العراق، وحرب الجنوب التي وضعت شروط سلامها ظالمة لبقية أهل السودان وهو نفس الظلم الذي أدى إلى تمرد الجنوب على الشمال، مما أدى إلى تمديد حالة الطوارئ في الشمال تحسباً من تمرد الشمال على الجنوب، وما أن هدأ دوي القذائف في الجنوب حتى أسعرتها ناراً تأجج فى الغرب فدخلت الفتنة بيت كل مسلم.
لقد لخص رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفتن وبيّن المخرج منها:
1} عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ستكون بعدي فتنة الاحلاس يكون فيها حرب وهرب، ثم بعدها فتنة أشد منها كلما قيل انقضت تمادت، حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ولا مسلم إلا وصلته، حتى يخرج رجل من عترتي” عقد الدرر حديث رقم 89. أخرجه الحافظ ابو محمد الحسين في كتاب (المصابيح) وأخرجه نعيم بن حماد في (الفتن) بمعناه وله شواهد في صحيح البخاري.
هذا الرجل البيتي الذي يخرج في أعقاب الفتن إنما هو المهدي وجاء صريحاً في الحديث الأتي:
2} حدثنا الوليد عن علي بن حوشب سمع مكحولاً يحدث عن علي بن أبي طالب قال يا رسول الله: المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا؟. قال: “ بل منا بنا يختتم الدين كما فتح بنا، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما إستنقذوا من ضـلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك” رواه نعيم بن حماد في الفتن برقم 1096 فصل نسبة المهدي.
لقد جمع الحديث عدداً من خصال هذا الرجل هي:
1/ أنه من آل البيت.   2/ يختم الله به الدين.   3/ منقذ الأمة من فتنة الضلالة.  4/ يؤلف بين قلوب المؤمنين من فتنة الإفتراق.
إن الحرب الدائرة الآن في دارفور هي فتنة بين المسلمين بقتل بعضهم بعضاً.
كما أن الحرب المسعورة التي تقودها أمريكا ضد المسلمين في كل مكان وتؤلب فيها العالم الغربي. وما زالت جيوش أوربا في داخل العراق تقاتل المسلمين. إنما هي فتنة ضلالة تعمل علي تنصير العالم الإسلامي بعد كسر شوكته في ميدان الحرب وبسط حضارتهم الوثنية لطمس معالم الدين الإسلامي من ظهر البسيطة. وإن الذي يوقف المشروع الغربي هذا ويزيله إنما هو رجل من أهل البيت.
إن فتوي علماء المسلمين بأن الحضارة الغربية هي:(حضارة المسيح الدجال) تحدد أن الرجل البيتي الذى ينقذ المسلمين من الفتنة الراهنة (الهجمة الغربية) إنما هو عيسى ابن مريم، لأنه عندما اعتقد عمر بن الخطاب فى ابن صياد بأنه الدجال واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قتله.
3} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن يكن هو فلست بصاحبه إنما صاحبه عيسى ابن مريم” رواه احمد.أي لا يقدر أحد من هذه الأمة على قتل الدجال وهزيمة جنوده إلا عيسى ابن مريم.
وردت الفتوي على لسان الدكتور يوسف القرضاوي في مؤتمر (الإسلام والغرب في عالم متغير) المقام في الخرطوم(13-14-15ديسمبر2003م) قال متحدثاً بإسم العلماء:(إن أمريكا التي تمثل الغرب حالياً إتخذت من الإسلام عدواً بديلاً عن الإتحاد السوفيتي بعد إنهياره، وأن الغرب زرع الشجرة الفاسدة المتمثلة في دولة إسرائيل... إن حضارة الغرب الحالية حضارة المسيح الدجال وليست حضارة المسيحية التي جاء بها عيسى ابن مريم) المصدر: صحيفة أخبار اليوم الأحد 14 ديسمبر 2003م الصفحة 3.
إن وصف الحضارة الغربية بحضارة المسيح الدجال هي فتوي الإسلام بإن حضارة الغرب هى مظهر الدجال، لأنها جاءت على لسان عالم في مؤتمر إسلامي ويتكلم بلسان العلماء وفيه إجماع الأمة على هذا الحكم وأن أمريكا هي التي تولت كبره منهم. ولما كان الدجالون كثيرين كما سأبيّن لاحقاً فإن أي رئيس أمريكي يظهر بهذه القوة التي وفرتها له الحضارة الغربية لقهر المسلمين وحماية اليهود هو الدجال في حكم الشرع، وخاصة إذا ما أضيف الى ذلك الصفة التي فرضتها على العالم بأنها سيدة العالم والوصية عليه وأنها تنفذ المشيئة الربانية، وفي ذلك إدعاء صريح للنبوه والتي هي من أبرز صفات الدجال.
لقد تنبه علماء الأمة لهذه الصفة في أمريكا وفاضت بها ألسنتهم وغمرت الصحف السيارة وأذكر على سبيل المثال ما قاله الدكتور حيدر التوم خليفة:(...فكرة شعب الله المختار التوراتية والمجيئ الثاني للمسيح وتأثيرها على السياسيين الأمريكيين الذين أصبحوا لاهوتيين تبعاً لفكرة أن الله إجتبى الأمريكيين لهداية وقيادة العالم للتمهيد لقيام مملكته الأرضية).الصحافة الاثنين 11 أغسطس 2003م ص7.
لقد بسطت أمريكا نفوذها على العالم وكل من لم يخضع لسلطانها تعتبره مارقاً وخارجاً عن الشرعية الدولية، وإن تعريفها للشرعية إنما هي المصالح الأمريكية التي أنزلتها منزلة السلطان الرباني وكل من خرج عليه يقتل أو يصلب أو ينفي من الارض.
قال الجنرال موشيه يعلون رئيس أركان الجيش الإسرائيلي:(لم يعد هنـاك - عالم عربي- لم نعد نتكلم عن عالم عربي. لا يوجد شيئ إسمه تحالف عربي. هناك لاعبون لكل منهم مصلحته الخاصة. والجميع يعرف أن عالمنا الآحادي القطب كل من يريد أن يعتبر جزءاً من القرية الكبيرة عليه أن يكون مرتبطاً بالولايات المتحدة وليس أي حليف آخر... إن الولايات المتحدة خلقت أجواءً وظروفاً عالمية جديدة بإنتصارها في العراق وإعتقالها صدام حسين- مشيراً إلى أن من يريد أن يخدم مصلحته اليوم يتبع الولايات المتحدة.
وأشار من جهة أخرى إلى قرار إيران فتح مرافقها النووية أمام الرقابة الدولية وقرار ليبيا تدمير أسلحة الدمار الشامل) صحيفة الرأى العام الاثنين 29ديسمبر 2003م ص5.
إن أمريكا تنظر إلي السودان كأحد أحياء قريتها الكبيرة. قال عميد أمن م: حسن بيومي:(إن معايشة الواقع السوداني تقول: بأن كل خيوط اللعبة السودانية السياسية سواء المتعلقة بالنظام الحاكم أو المتعلقة بالمعارضة باختلاف توجهاتها تتمركز في يد الولايات المتحدة الأمريكية، وهي قادرة عبر أعوانها وآليات التحكم والسيطرة على تحريك هذه الخيوط في الإتجاهات التي تخدم مصالحها الإستراتيجية في النهاية، ولديها من الأعوان ما يمكنها من أداء هذه المهمة.
والمنطق الإستخباري يقول إن مبادرة الإيقاد هي الافضل، ليس لحل الأزمة السودانية إجمالاً، وإنما لاحتواء النظام الإسلامي الحاكم، والعمل على إفراغه من محتواه لأن هذا من أولويات الأهداف التكتيكية للولايات المتحدة) الأزمنة الخميس 11ديسمبر 2003م ص8.
أهم عمل تقوم به الولايات المتحدة هو إفراغ نظام الإنقاذ الحاكم من محتواه الإسلامي وإلا أبت على السودانيين حمية الإسلام أن يسمعوا ويطيعوا للدجال الكذاب تنفيذاً لتعاليم الإسلام في قوله تعالي مشيراً إلى الدجال: “ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ “ ن الآية 8-9.
وما نراه من مراوغة في مفاوضات السلام من حديث عن جعل العاصمة علمانية وأن الشمال يحكم بالشريعة والجنوب بالنظام العلماني أو حقوق المواطنة وما إلى ذلك أجملها الله تعالى في قولـه” وَدُّوا لَـوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ “.
إن إفراغ النظام الحاكم من محتواه الإسلامي هو الخطوة التمهيدية لقدوم الدجال للسيطرة على سيادة السودان بعد توقيع السلام.
وقد حذر الدكتور غازي صلاح الدين المستشار السابق للسلام ومفاوض حركة التمرد للسلام من ذلك بقوله:"... إن السودان سيكون إلى درجة ما تحت الوصاية في مرحلة ما بعد السلام... وإن مفهوم السيادة الذي نتعلق به أجوف) الصحافة 19ديسمبر2003م الصفحة الأولى.
لقد شخّص العلماء داء الأمة تشخيص الأخصائي الماهر وبينوه للأمة عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة، إلا أنهم قعدوا عن وصف الدواء، لا عن جهل منهم ولكن خشية قولة الحق التي تغضب السلطان الجائر، وكلهم يعلمون أن المخرج عند رجل من أهل البيت كما جاء في حديث فتنة الأحلاس وأنها – أي فتنة الأحلاس- هي التي تقدم إلى خروج الدجال، ولما بينت فتوى الإسلام أن الدجال هو الحضارة الغربية، فإن أمريكا على ضوء هذه الفتوى هي الدجال. والمطلوب بعد هو: معرفة من هو المهدي الذى يحاصره الدجال ومن الذى ينتصر على الدجال؟.



4} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتي يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله” رواه مسلم.
في هذا الحديث يزعم الدجال أنه مرسل من عند الله.
5} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني خاتم الف نبي وأكثر، وما بعث نبي يتبع إلا وقد حذر أمته الدجال، وإني قد بيّن لي من أمره ما لم يبيّن لأحد، إنه أعور وأن ربكم ليس بأعور، وعينه اليمنى عوراء جاحظة ولا تخفى كأنها نخامة على حائط مجصص، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء وصورة النار سوداء تَدْخن” رواه احمد. وفيه يدعي الدجال الربوبية.
6} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنه لم يكن نبي إلا وصف الدجال لأمته، ولأصفنه لكم صفة لم يصفها أحدٌ كان قبلي، إنه أعور والله عز وجل ليس بأعور”رواه احمد.
نفي العور عن الله فيه دلالة على إدعاء الدجال للألوهية، ولكن الدجال مع هذا الوصف الواضح يشكل على الأمة معرفته.
7} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سمع من الدجال فلينأ منه فإن الرجل يأتيه يحسب أنه مؤمن، فما يزال به لما معه من الشُّبَهِة حتى يتبعه” رواه احمد.
 لقد لمح القرآن للدجال في عدة مواقع قال تعالى: “ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا “مريم الآية 69.
إن علامة الدجال المميزة له أنه أشد الخلق عداوة للإسلام والمسلمين، وإلى جـانب ذلك له صفات جمعها القرآن في قوله تعالي: “ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ “ القلم الآية10-15.فالدجال كذاب” حَلَّافٍ مَهِينٍ “. مثير للفتن” مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ “. يحاصر المسلمين ويسلب خيراتهم ويصادر أموالهم وودائعهم فى البنوك الغربية” مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ “. وظالم يتعـدى على سيادة العالم الإسلامي كافغانستان والعراق” مُعْتَدٍ أَثِيمٍ “. ويدعي تحرير الأمة الأسلامية من حكامها زوراً وبهتاناً ويدعي الإنتماء إلى الديانة المسيحية وهي منه براء لمناصرته لليهود فهو” زَنِيمٍ “والزنيم هو مدعي الإنتساب بلا سبب. “ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ”لأنه جمع أموال العالم الإسلامي وثرواته النفطية. “ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ “كافراً بالقرآن ورسالة الإسلام لأنه وصف العالم الإسلامي بـ(محور الشر) والشر هو الكفر لقوله تعالى: “ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ “ البينة الآية6. 
إن وصف الدجال في القرآن ينطبق على الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الشر، وقد أدرك علماؤنا ومثقفونا ذلك وتبينوه، كما قال الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي من قبل:(إن حضارة الغرب الحالية هي حضارة المسيح الدجال وليس حضارة المسيحية التي جاء بها المسيح عيسى ابن مريم).
وجاء عنوان صحيفة الوفاق بتاريخ 25ديسمبر 2003م :(بعد أعياد الميلاد المؤمنون ينتظرون تحالف المسيح والمهدي المنتظر لهزيمة أمريكا وإسرائيل) وفى قول الوفاق تلميح إلى المهدي عند الشيعة المختفي في سرادب سامراء.
لقد أمر الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده بعدم طاعة الدجال كقوله:” وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ “. ولكن الأمة بملوكها ورؤساؤها خالفت أمر الله وأطاعوا الدجال إلا صدام، فكان بحق المهدي الذي يصلحه الله في ليلة، وقد رمزت إليه الأحاديث بالرجل الذي يتحدى الدجال ويقتله الدجال ثم يحييه، ويصر على تحديه للدجال ويقول: ما زدت فيك إلا بصيرةً، ودلت بعض الروايات أنه أعظم الأمة شهادة يوم القيامة، وهو إمام المنارة البيضاء شرقي دمشق.
جـاء في حديث أبي امـامة الباهـلي:
8} قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال....وأنه يخرج من خَلَّة بين العراق والشام....وإن من فتنته أن يسلط على نفس وأحدة ينشرها بالمنشار حتى يلقي شقين ثم يقول أنظروا إلى عبدي... يزعم أن له رباً غيري فيبعثه الله ويقول له الخبيث من ربك فيقول: ربي الله وأنت عدو الله الدجال، والله ما كنت بعد أشدَّ بصيرة بك مني اليوم”.
 قال ابو الحسن الطنافسي حدثنا المحاربي حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصَّافى عن عقبة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة” أخرجه ابن ماجة.
لقد ورد إختفاء صدام حسين في بعض الآثار فقد جاء في(عقد الدرر فى أخبار المنتظر وهو المهدي) للشيخ العالم العلامة يوسف بن يحيى بن علي:
9} 210: وعن ابي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال:(تكون لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبة في بعض الشعاب...).
10} 211: وعن عبد الله بن الحسين بن علي أنه قال:(لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبتان إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات، وبعضهم قتل، وبعضهم ذهب، ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) المصدر:عقد الدرر ليوسف ابن يحيي.
إن ما جاء فى الآثرين 210، 211 قد تحقق في صدام حسين، إذ إستفاضت الإشاعات حول مصيره أثناء غزو الولايات المتحدة للعراق وبعد سقوط بغداد، فمنهم من قال قتل في بداية القصف المركز على الموقع الذى تسربت معلومات أستخباراتية إلى القيادة الأمريكية أنه متواجد فيه، وكان السبب المباشر للهجوم، كما أشيع أنه عقد صفقة سرية مع الإدارة الأمريكية إنتقل بعدها إلى روسيا إلا أنه شوهد بعد ذلك يتسوق في الأسواق، فى المشهد المشهور عن السيدة التي أصيبت بالصدمة من الدهشة عندما رأت بعيني رأسها صداماً يمشي فى الاسواق، ثم اختفى وغاب عن الأنظار.
لقد كان صدام قائداً مميزاً بين ملوك ورؤساء العالم العربي الإسلامي. أدرك العالم الغربى بوجه عام والولايات المتحدة بوجه خاص أنه لا مدخل لإخضاع العالم الإسلامي إلا بعد القضاء على صدام حسين.
قال المفكر الإسلامي فهمي هويدي في مؤتمر(الإسلام والغرب في عالم متغير) المقام في الخرطوم(13-14-15ديسمبر 2003م) قال:(كانت فكرة صراع الحضارات التي أطلقها المستشرق اليهودي الأمريكي برنارد لويس وقام بتأصيلها والترويج لها عالم السياسة الأمريكي صوميل هنتنجتون ابتداء من عام 1993م جاهزة لتسويغ وتبرير المواجهة بين الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة وبين العالم الإسلامي، ذلك أن هنتنجتون بعد أن ميز بين سبع حضارات في العالم ((الغربية، الأمريكية اللاتينية الأرثوذوكسية، الإسلامية، الكونفوشيوسية، الهندوسية، اليابانية، ورشح الأفريقية كحضارة ثامنة محتمله)) فإنه دعا إلى الإحتشاد فى مواجهة الحضارة الإسلامية بوجه أخص فى الأغلب بسبب أنها أكثر إستعصاء على الإحتواء من أي حضارة أخرى على وجه الأرض، من ثم فإن رسالته التي تعبَّر عن رأي مدرسة كاملة للنخبة الأمريكية ذات الإنتماء اليميني هي التأكيد على أن الصراع ليس محله المصالح فحسب، ولكن أصبح بعد انتهاء الحرب البارده صراع ثقافات وأديان) المصدر: الصحافة السبت27ديسمبر2003م ص5.
لقد بدأت أمريكا تنفيذ مخططها بالرجل القوي ليتعظ الضعفاء قال توماس فريدمان:(كانت الطريقة الوحيدة أمام الجنود الامريكيين رجالاً ونساء هي ضرب قلب العالم العربي الإسلامي وقتال المسلمين والعرب من منزل إلى منزل ليعلنوها صراحة أنهم على إستعداد للموت في سبيل الدفاع عن هذا المجتمع المفتوح... ما حدث فى العراق هو درس لسوريا والسعودية، لقد ضربنا صدام لسبب واحد بسيط هو أننا قادرون على ذلك، ولأنه يستحق ذلك، ولأنه يقع فى قلب العالم العربي والإسلامي. لا تصدقوا أن ضرب العراق لم يحدث التأثير المطلوب. كل جيران العراق والدول الإرهابية تخشى ما حدث ووصلتها الرسالة بوضوح تام...)المصدر: الإسبوع المصرية بتاريخ 9يونيو2003م ص13.
وتطبيقاً لنظرية صراع الحضارات تزعمت الولايات المتحدة المعسكر الغربي(حضارة المسيح الدجال) وألبت العالم ضد الإسلام بعد دخول صدام للكويت عام 1990م وبعد أحداث 11سبتمبر 2001م فكان دجال حرب الخليج الثانية بوش الأب ودجال الحرب الأمريكية على العراق بوش الإبن.
ولما أدرك علماء ومفكروا العالم الإسلامي أن الحرب الأمريكية على العراق الأولي والثانية إنما هي تنفيذاً لنظرية الصراع الحضاري للقضاء على الإسلام، ولم يبد ملوك ورؤساء العالم الإسلامي تحركاً رسمياً للدفاع عن الإسلام خوفاً من الولايات المتحدة الأمريكية وقوتها العسكرية الضاربة، تحرك علماء المسلمين ومفكروهم بإسم المؤتمر الإسلامي الشعبي وبايـعوا صـدام قـائداً يـمثل قـطب الإسلام في 11/يناير/1991 في مؤتمر ببغداد، فكان إمام المسلمين حكماً، فهي صفة تفرد بها عن رصفائه، مما أهله ذلك إلى أن يلقب بالمهدي حكماً، وبعد هزيمته اختفى فى سرداب سامراء، فى نفق في مدينة تكريت، وهو المهدي الغائب عند طوائف الشيعة المختلفة،  فجمع صدام بذلك صفات المهدي عند السنة والشيعة معاً.
وقع لكثير من علماء السنة والشيعة إختلاف في مهدي السرداب، ويعتقد السنة أن المهدي المختفي فى سرداب سامراء من خيال الشيعة، إلا أن الواقع أثبت مجانبة  كل للحقيقة، وإن أمسك بطرف منها.
فصدام هو مهدي السنة قطعاً للبيعة التي تمت له بإجماع علماء العالم الإسلامي السني وهي حجة عليهم، وأن صداماً اختفى في سرداب سامراء؛ وحتى إذا كُذبت أو صُدقت دعوى القبض عليه فإن ذلك لا ينفي إختفاءه، إذ كل ملاجئ صدام في محافظة سامراء تفى بالمقصود عند الشيعة وفي ذلك حجة عليهم.
ومعلوم أن المهدي عند الشيعة والسنة يحاصره الدجال، ولا ينتصر على الدجال إلا طائفة أهل المغرب عندما يتحركون من السودان بقيادة المسيح عيسى ابن مريم المهدي الحق.
هناك صفات أفعال خاصة بعيسى ابن مريم صرفها علماء السنة والشيعة عنه إلى المهدي، بزعم أن عيسى ابن مريم ليس من أهل البيت، فقد ورد فى الحديث:
11} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن خلفائي أوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثني عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي، قيل يا رسول الله: من أخوك؟ قال: علي بن ابي طالب. فقيل: من ولدك؟ قال: المهدي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً”أخرجه الجوينى.
12} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ملك الدنيا أربعة مؤمنان وكافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان والكافران نمروز وبخت نصر وسيملكها خامس من أهل بيتي” أخرجه ابن الجوزي فى تاريخه.
وكون عيسى ابن مريم ولداً للرسول صلى الله عليه وسلم ومن أهل بيته شيء مستغرب لدي علماء الأمة، لذا فإني ساعرض نسبه الوارد في الكتاب والسنة لأضع الأمة عند مفترق الطريق، إما أن يؤمنوا لى، وإما أن يحق فيهم قول الله تعالى: “ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ “ الأنعام الآية 33.
إن عيسى ابن مريم ستعم دعوته الأرض فيؤمن به اليهود والنصاري والمسلمون، فهو قطب الأولياء فى زمانه، لذلك جاء وصفه في القرآن بالشمس لأنهـا قطب مجموعتها وجاء فى قصة ذي القرنين: “ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا “ الكهف الآية 86.
وقال تعالي أيضاً:” حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا “ الكهف الآية90.إن الشمس الظاهرية معلوم لكل الناس إنها لا تغرب فى عين حمئة، ومعلوم أيضاً عند علماء الفلك أنها أكبر من الأرض أضعافاً مضاعفة، فالكبير لا يغرب في الصغير حتى يلج الجمل في سم الخياط، وأنها لو إقتربت من الأرض ولامستها لأذابت صخور الأرض وأجسام البشر وأشعلتها ناراً كما قال تعالى:” وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ “ البقرة 24 . ومن ثم  فالشمس التى رآها ذو القرنين تغرب في العين الحمئة ليست الشمس المعلومة، فهذه تسبح في فلك معزولة عن الارض والقمر قال تعالى:” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ “ الأنبياء الآية33. ومثل ذلك قوله تعالى:” لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ “ يس الآية40. لم يقتصر السبح في الفلك على الشمس والقمر، لأن السبح في الفلك يشمل جمعاً بإضافة الأرض إليهما ورمز إلى الأرض بـ(الليل والنهار) وهذه حقيقة علمية قرآنية اعترف بها علماء الفلك. فلا بد اذن من صرف الشمس الواردة في سورة الكهف إلى معنى آخر بتأويل قريب، وأقرب تأويل أن نردها إلى تأويل القرآن نفسه في شمس رؤيا يوسف قال تعالى:” إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ “ يوسف الآية4. فكان تأويل الشمس هو سيدنا يعقوب عليه السلام قال تعالى:” وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا “ يوسف الآية100. وإن أقرب شخص يرد إليه تأويل شمس الكهف في هذه الأمة هو عيسى ابن مريم لأنه يجمعه مع يعقوب عليه السلام صفة مشتركة وهي أنهما كانا من أنبياء بني إسرئيل.فرمز القرآن إلى عيسى بالشمس كما رمز إلى أمه بالعين الحمئة.
وسمي نزوله في الرحم غروباً، وسمي ميلاده وخروجه من بطن أمه طلوعاً للشمس، ونجد وصف عيسى ابن مريم بالشمس معلوم لدى أهل الكتاب، لقد أوردت صحيفة الصحافة مقالين عن أهل الكتاب من دون ذكر اسم كاتب المقالين ولكنها عرضت فى المقالين صورة فيلواثاوس فرج كاهن كنيسة الشهيدين يقول المقال الأول:(فلقد شبه السيد المسيح فى نبؤات الأنبياء بالشمس وأنتم أيها المتقون أسمي، تشرق لكم شمس البر والشفاء... شمس البر ظللت علينا بميلاد السيد المسيح...) الصحافة الأحد 21ديسمبر 2003م ص12.
وجاء في المقال الثاني:(أتى السيد المسيح طفلاً فى سكون الليل الرهيب... شمس البر أشرق خلسة تحت جنح الظلام...فى صمت العصور المظلمة تجسِّد الكلمة...عندما بلغ اليأس فى النفوس أشده أشرق نور المشرق...وعندما فشلت حكمة اليونان إذا بكوكب الصبح قد لاح وشمس البر قد أشرق...) الصحافة الأحد 4يناير2004م ص7.
لم أعتمد على فهم أهل الكتاب إبتداءً ولكني أذكرهم على سبيل الإستشهاد على ما آتي به من أدلة القرآن والسنة عندما يكذبني الناس، وحجتي فى ذلك قوله تعالى:” فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكـْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ “ النحل الآية43-44.
وقوله تعالى:” وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ “ الشعراء الآية 196-197.
ولما كنت ولد النبي صلى الله عليه وسلم أحد حجج الله على الخلق وآخرهم كما ورد في الحديث رقم(11)، فإن أخصهم على الإطلاق هو عيسى ابن مريم بدليل قوله تعالى:” وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا “. وفى الحديث:”ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم” وأشهر مجددي الدين في هذه الأمة.
قال بسطامي محمد سعيد في بحثه(مفهوم تجديد الدين) فى رسالة الماجستير:(نشأ مصطلح التجديد من حديث صحيح من لفظ النبي صلي الله عليه وسلم فقد روي أبو داوود في سننه عن ابي هريرة رضى الله عنه:
13} عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنه من يجدد لها دينها” واورد بسطامي أيضاً:
14} ومن طريق أخرى يقول أحمد بن حنبل يروى في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم:”أن الله يمن على أهل دينه فى رأس كل مائة سنه برجل من أهل بيتي يبيّن لهم أمر دينهم” قال بسطامي:(...إن جمهور السلف يرى أن المجدد لكل قرن واحد لا يتعدد... وهو أصرح فى الدلالة على أن المجدد فى القرن واحد، وتضيف هذه الرواية شرطاً آخر في المجدد وهو أن يكون من بيت النبوة...) المصدر: المفهوم الصحيح للتجديد. الباب الأول لبسطامي محمد سعيد.
لما كان المسيح المهدي أحد المجددين وأشهرهم فى السنة، فإنه لا بد أن تتوفر فيه الشروط التي ذكرها العلماء آنفاً ومنها أنه من أهل البيت.
إذ ورد نسبه في القرآن والسنة على حد سواء قال تعالـى:” لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ “ البلد الآية1-3.
فالوالد في الآية هو النبي صلى الله عليه وسلم والولد هو المهدي الوارد في الحديثين(11)،(12).
وجاء نسب المهدي للنبي صلي الله عليه وسلم في القرآن بالإثبـات(والد) والنفي(ما ولد).
15} وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم نسبه في فتنة الأحلاس: عن عمير ابن هاني سمعت عبد الله بن عمر يقول:”كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر فى ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس. فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي حرب وهرب. ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع. ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحداً من  هذه الأمة إلا لطمته لطمة حتى إذا قيل انقضت عادت، حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق، فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده” رواه ابو داوود.
وأيضاً لقد جاء نسب المهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فى السنة بالإثبات “رجل من أهل بيتى” والنفي”يزعم أنه مني وليس مني”. ونجد أن هذا الرجـل ورد تلميـح له في حديث الفتن لحذيفة بن اليمان في رواية البخاري الآتية:
16} قال البخاري حدثنا يحيى بن موسى حدثنا الوليد حدثني ابن جابر حدثني يُسْر بن عبيد الله الحضرمي حدثني ابو ادريس الخَوْلاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى فقلت يا رسول الله:”إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ فقال: قوم يهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنكر. قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله: صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة. قال: فاعتزل تلك الفرق كلها لو أن تعض بأصل شجرة حتي يدركك الموت وأنت على ذلك” رواه البخاري.
يلاحظ في هذا الحديث: أن الأمة لا يظلها خير بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا “خير وفيه دخن” في فترة لا تتكرر وإن كلمة “دخن” في هذا الحديث تفسر كلمة “دخنها” في حديث فتنة الأحلاس. وأما الدخن الوارد في حديث حذيفة ناتج عن علماء السوء الذين يشككون الناس في صدق دعوتي ويصدون الناس عن إتباعي، وعن إئمة الضلال الذين ينازعونني الأمر، فقـد وصفـوا في الحديـث:”دعاة بغير هدي تعرف منهم وتنكر” ومنهم دعاة العلمانية الملحدة والأحزاب الديموقراطية الوثنية.
وبما أن الحديثين يتحدثان عن الفتن، فإن الخير في حديث البخاري هو الذي يحدث على يد الرجل البيتي في حديث ابو داوود، وهو المجدد البيتي الذي يمن الله به على دينه في رأس المائة في حديث احمد. ولما كان لا تقوم للدين قائمة بعد هذا المجدد البيتي إلى قيام الساعة كما دل عليه حديث البخاري. فإن في حديث البخاري دلالة ترمز إلى حتمية أن يكون هذا الإمام البيتي هو عيسى ابن مريم لأنه آخر الأمة ولا مجدد للدين بعده .
لقد اورد حذيفة هذا الحديث وفصل فيه المقصود بصاحب الخير بانه عيسى ابن مريم وان دخنه هم علماء السوء الذين يكذّبون عيسى ابن مريم وينازعونه الإمامة.
17} عن حذيفة رضي الله عنه قال : (ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون عن الخير وكنت اسأل عن الشر مخافة ان ادركه واني بينما انا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قلت يا رسول الله : ارايت هذا الخير الذي اعطانا الله هل بعده من شر كما كان قبله شر ؟ قال : نعم قلت فما العصمة منه ؟ قال السيف. قلت : وهل للسيف بقية ؟ قال : هدنة على دخن قلت يا رسول الله وما بعد الهدنة ؟ قال : دعاة الضلالة ، فان لقيت لله يومئذ خليفة في الارض فالزمه وان اخذ مالك وضرب ظهرك ـ في لفظ : فان لم يكن خليفة ـ فاهربن في الارض حد هربك حتى يدركك الموت وانت عاض على اصل شجرة . فقلت يا رسول الله فما بعد دعاة الضلالة ؟ قال : عيسى ابن مريم. قلت: فما بعد عيسى ابن مريم ؟ قال: لو ان رجلاً انتج فرساً لم يركب ظهرها حتى تقوم الساعة.
كنز العمال حديث رقم 39688.     
والقرآن يؤكد ذلك فقد جاء نسب عيسى في القرآن بالإثبات والنفي قال تعالى:” إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ “ آل عمران45. ففي الآية إثبات نسب المسيح لمريـم وقال تعالـى:” إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِيـنَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ “ آل عمران59-61.
وفي ذلك نفي نسبه إلى مريم وشبهه بآدم، وآدم لا أم له ولا أب، بيّن الله تعالى في إثبات نسب عيسى لمريم لأنه تخلق فى بطنها وخرج بالحكم الشرعي الظاهري، وأيضاً بيّن الله تعالى فى نفى نسبه إليها لأنه ليس بضعة منها، ويشهد على ذلك قوله تعالى:” يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ “ أي أن عيسى ابن مريم ليس بضعة منها إذ كل مولود بضعة من أمه، وعيسى ابن مريم ليس كذلك، ولذلك صدق النسب وصدق نفيه، ولا يصدق نسب المهدي وفي ذات الوقت يصدق نفيه إلا إذا كان مطابقاً لما كان في شأن عيسى مع مريم إبنة عمران مما يؤكد أن ذلك المهدي البيتي إنما هو عيسى ابن مريم عينه وذاته، لأن سمات نسب ذلك المهدي البيتي هي سمات نسب المسيح عيسى ابن مريم، وهذا الحكم يقطع به القرآن في قوله تعالى:” فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ “ محمد الآية30. ومن سيما المهدي انه “يزعم أنه مني وليس مني”  ويدل ذلك على أن المقصود في حديث أبي داؤود إنما هو شخصي (سليمان ابي القاسم) لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر قولي في مخاطبة الناس بالنص الحرفي. لأن ردي للناس عندما يقولون لي:(أنت تقول أنك عيسى ابن مريم ونحن نعرف أباك وأمك) فإن ردي:(إنهما أبواي في ظاهر التشريع ولكني فى الحقيقة لست بضعة من أحد).
وفي إسمي سليمان شاهد من الكتاب المقدس فقـد أورد المهنـدس احمد عبد الوهاب في كتابه(النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام) وتحت عنوان: أسماء عيسى وألقابه ذكر:(....إسمه يكون سليمان).وإنتساب عيسى لآل البيت شرط لأنه مجدد.
قال القرطبي:(فعيسى عليه السلام ينزل مقرراً لهذه الشريعة ومجدداً لها...فيجتمع المؤمنون عند ذلك إليه ويحكمونه على انفسهم إذ لا أحد يصلح لذلك غيره، ولأن تعطيل الحكم غير جائز، وأيضاً فإن بقاء الدنيا إنما يكون بمقتضى التكليف إلى أن لا يقال فى الارض الله الله) التذكرة ص562.
أجاب بسطامي محمد سعيد فقال:(أن تكون له الأهلية لقيادة الفكر في عصره...إذا كان العلم هو أبرز صفات المجدد فقد ضم بعض السلف إلى ذلك أن يكون المجدد مجتهداً، ومما لا شك فيه أن هذه الصفة ضرورية لكل من تبوأ منصب التجديد، لأنه كما رأينا أثناء عرض تعريف السلف للتجديد، أن مواجهة المشكلات التي تتولد في كل عصر والإجتهاد فى وضع الحلول لها في ضوءالتفكير الإسلامي الأصيل وهو أهم مجالات التجديد) المصدر: مفهوم تجديد الدين لبسطامي.
وعلى ضوء فهم السلف للتجديد فإن مشكلة العصر الذى نعيشه هو العلو اليهودي والتأله المسيحي المناصر لليهود لطمس هوية الدين الإسلامي، وأدرك المسلمون المعاصرون ذلك وحددوا المجدد الآن لهذا الدين، وجاء عنوان عريض فى صحيفة الوفاق يقول:(بعد أعياد الميلاد المؤمنون ينتظرون تحالف المسيح والمهدي المنتظر لهزيمة أمريكا وإسرائيل) وجاء في تحليل العنوان:(ومن الواضح أن الحضارة الغربية بطواغيتها وإستبدادها هى المقدمة المنطقية التي تقدم لظهور المسيح عيسى ابن مريم وتحالفه مع المهدي المنتظر من البقاع المقدسة في المئذنة الشرقية لمسجد دمشق إلى المسجد الأقصى، سوف يقود المسيح والمهدي المنتظر معركة ضد اليهود والصهيونيين يقول الحديث النبوي الشريف:(لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ويقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله خلفي يهودي فتعال وأقتله) إن مقدمات المعركة الفاصلة واضحة ومعسكر المهدي المنتظر وعيسى ابن مريم يمتد من إيران إلى لبنان وسوريا والعراق، التي إختفى فيها المهدي المنتظر بمدينة سامراء، إن المعسكر يمتد من هذه البقاع إلى فلسطين) المصدر:صحيفة الوفاق العدد25ديسمبر2003م الصفحة الأولى.
وأحب أن الفت الانتباه إلى أن صدام حسين اختفى في محافظة سامراء في سرداب(نفق تحت الأرض) في مدينة تكريت أو غيرها، وهو ما بيناه سابقاً في فصل(صدام مهدي السرداب) ص6.
إن عيسى ابن مريم يجيئ من قبل المغرب ثم ينزل بعد ذلك في الشام في المنارة البيضاء شرقي دمشق وعقبة أفيق بالأردن والقدس بفلسطين حتى يقتل الدجال، قال صلى الله عليه وسلم:
18}” إن الدجال خارج وهو أعور عين الشمال عليها ظفرة غليظة وأنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتي ويقول أنا ربكم فمن قال أنت ربي فقد فتن ومن قال ربي الله حتي يموت فقد عصم من فتنته ولا فتنه بعده عليه ولا عذاب فيلبث في الأرض ما شاء الله ثم يجيئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة” رواه احمد.
ولما كان عيسى ابن مريم يولد في آل البيت وينشأ بينهم نشأة طبيعية وأهل البيت كثيرون، وأن هنالك علماء وزعماء يتطلعون إلى منصب الإمامة، وكثر أدعياء المقام العيسوي فى الأمة، فإن أبرز صفات عيسى المميزة له بين أئمة الضلالة والأنبياء الكذبة شرعه ومنهاجه المتفرد في تجديد الدين.



لكي يصح للإنسان أن يطلق عليه لفظ مسلم أو مؤمن لا بد من أن يستوفي شروط الإسلام التي حددها كشرط للمسلم والمؤمن، وهي شرعة الإسلام ومنهاجه بدليل قوله تعالى: “ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا “ المائدة الآية48.
1/ أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وبكتابه القرآن الكريم منزلاً من عند الله تعالى قال تعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ “ آل عمران الآية110. إن هذه الامة ممتده منذ بعثته صلى الله عليه وسلم ويختمها عيسى ابن مريم.
19} قال صلى الله عليه وسلم”:ليدركن المسيح أقواماً مثلكم أو خيراً منكم ثلاث مرات، لن يخزي الله أمة أنا أولها وعيسى ابن مريم آخرها” أخرجه الحاكم في المستدرك3-41.
2/ أن أمة الإسلام تنقسم عبر التاريخ إلى أقوام بنص الحديث”أقـواماً منكم” ويقوم على رأس كل قوم إماماً مهدياً، قال تعالى: “ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ “الرعد الآية7.
3/ ينقسم كل قوم إلى أناس ولكل أناس إمامهم الخاص بهـم قال تعالـى: “ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ” الإسراء الآية71. ولما كان القوم الواحد ينقسم إلى أناس وهي الشرائح المتعددة التي تكوّن الفرق الإسلامية، فإن شريحة واحدة تمثل الفرقة الناجية وباقي الشرائح تمثل فرق الضلال، لأن في كل قوم فرقة ذات إمام هاد بإذن الله، وأخرى تتبع أئمة الضلال الذين ينازعون هذا الإمام الآمر، وجاء تفصيل ذلك في الحديث:
20} قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”لا يزال أناس من أمتي منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة” رواه احمد.
وفي قوله تعالى: “وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ”  البقرة الآية60. فهذه الآية تؤكد أن قوم موسى ينقسمون إلى شرائح وصفها القرآن بكلمة(أُنَاس) وهذا يفسر لنا أن أمة الرسول صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى(أُنَاس) ولكل أُنَاس إمام كما جاء في قوله تعالى: “يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ”.
إن الهادي في كل قوم من أقوام هذه الأمة هو الإمام في أناس منهم وهو الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة بإتباعه إن أدركه قال له: “... تلزم جماعة المسلمين وإمامهم...”رواه البخاري.
إن إلتزام الأمة بإتباع هادي الأقوام وإمام الأناس عصمة للأمة من التفرق والإختلاف المؤدي إلى الهلاك والنار.
والشئ المؤسف حقاً وأكرر المؤسف حقاً أن العلماء شككوا الأمة في هذا الإمام بحجة عدم معرفته من بين كثرة المدعين فاتبعوا إسلوباً معمماً معتماً لا يلزمهم بإتباع إمام بعينه وقالوا:(نتبع القرآن والسنة) وإليكم نمازج من مذهبهم الذى سارت الأمة على منهاجه:
(أ‌) قال الإمام احمد:(إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة هم أصحاب الحديث  فلا أدري من هم). لقد وقف الإمام احمد موقف المتشكك فلا يؤخذ برأيه.
(ب‌)  قال بسطامي محمد سعيد فى كتابه(مفهوم تجديد الدين):(وقد إختلف السلف فيما بينهم في تحديد من هو المجدد في كل قرن... ومن الظاهر أنه لا سبيل إلى القطع وإنما يرجع تحديد المجدد إلى الغلبة والظن.... ولا مجال إذاً للأدعياء بأن شخصاً بذاته هو المقصود بالحديث فهذه دعوى ولا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى) مفهوم التجديد لبسطامي ص30.
اقول : اذا كان الدين محجة بيضاء ليلها كنهارها فكيف يلتبس على الامة طريق الحق فرأى العلماء في المجدد يظهر بوضوح جهلهم بالتجديد، وإرجاعهم العلم لله فيه حكمة، إلا أن الله لم يثتأثر بأمر المجدد في علم الغيب عنده بل أنزله في كتابه وفصل أمره تفصيلاً ليعرفه الناس ويقتدوا به قال تعالى:“أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا “ الأنعام الآية114. لقد فصل القرآن أمر المجدد في منهاج بيَّن المعالم محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فـي قولـه تعالـى “ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ “ وفي قوله تعالى “ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ” وأنه يبعث بأمر من الله وداعياً إلى الله بإذنه .
21} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها من بعدي الا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجز وعليكم بالطاعة وان عبدا حبشياً فانما المؤمن كالجمل الانف حيثما قيد انقاد) اخرجه البخاري (ايمان29) والترمذي (مناقب 32 ، 34) واحمد 1/236.
ونص حديث المجدد دال على المقصود قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها” سنن ابي داوود. ولم يترك تحديد المجدد لإجتهادات العلماء.
الفرق بين المجدد ودعاة التجديد أن المجدد يعلن للناس أنه مبعوث مهدياً من عند الله سبحانه وتعالى، وإن أئمة الضلالة يدعون ذلك من تلقاء أنفسهم.
إن إتباع المجدد شرط في إصول الدين خلافاً لمذهب العلماء الذي يبينه الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي في كتابه (المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والأثارالصحيحة) قال: (لم أجد أي دليل صحيح على أنه يجب على المسلمين أن يؤمنوا بمهدية رجل معين، كما يجب عليهم الإيمان بنبوة الانبياء المعنيين، مثال ذلك أننا نعرف من السنة الصحيحة أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد للمسلمين أمر دينهم، ولكن مع ذلك لا أعرف أحداً من العلماء يرى أنه يجب على الناس الإيمان بمجددية أشخاص معينين، والأمر لا يعدو أن يكون المهدي وأحداً من أولئك الذين يحيون شريعة الإسلام)المصدر: المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والأثارالصحيحة ص383.
إن ما أورده الدكتور عبد العليم إعتراف صريح من العلماء بمخالفتهم لشرع الله من بعد ما تبيّن لهم الرشد من الغي، وذلك بإعترافهم أن حديث المجدد صحيح، وأن المهدي واحداً من الذين يحيون شريعة الإسلام، مع ذلك انهم غير ملزمين بإتباع من يحيي شريعة الإسلام، وفيه إغراء للناس وإغواء لمخالفة من يقيم الدين.
لقد خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تثبتهم من صحة سنده.
22} قال صلى الله عليه وسلم:”عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين” أخرجه ابوداوود، والترمذي، واحمد، وابن ماجة، والدارمى، قال الألبانى سنده صحيح.
وخالفوا أمر الله في قوله تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ “ النساء الآية59.
لقد إشترط الله على المسلم طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة ولي أمر المؤمنين، وهو هادي القوم ومجدد القرن وإمام الأناس، فالزم الله ورسوله الأمة بطاعة المجدد الإمام، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم عدم معرفة ولي الأمر جهل فى الدين، وإخلال بشروط صحة الإنتساب إلى أمته صلى الله عليه وسلم فأخرجه من الملة وألحقه بالجاهلية.
23} قال صلى الله عليه وسلم:”من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميته جاهلية” أخرج  البخاري بمعناه حديث رقم 7054 ومسلم بمعناه 1849.ونسبه السيد مرتضى الرضوي مسند احمد ج4 ص96 وصحيح مسلم شرح النووي ج12 ص440 وصحيح البخاري ج5 ص13 باب الفتن في تقدمه كتاب (الإمامة والحكومة في الاسلام) تاليف محمد حسين الانصاري الطبعة الاولى 1418هـ ـ 1998م ص84  . وميتة الجاهلية تعني على غير دين الإسلام، ولما التزمت الأمة بمذهب العلماء هذا أسقط وسطها عن الإنتساب لأمته صلى الله عليه وسلم ووصل آخرها الذي يشهد مجيئ عيسى إبن مريم، لأن عيسى إبن مريم هو الذي يبطل منهج العلماء المخالف لقواعد الدين، ويعيد الدين على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
24} قال عليه الصلاة والسلام : “خيرهذه الأمة أولها وآخرها أولها فيهم رسول الله وآخرها فيهم عيسى ابن مريم وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منهم” أخرجه ابو نعيم.
وهذا الحديث شرح لقوله تعالى:” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ “ الجمعة الآية2-3.
وقوله” لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ “ تفيد الفاصل الزمني بين أول الأمة وآخرها، فإن الآخرين في سورة الجمعة هم الجماعة وإمامهم عيسى ابن مريم، فأنا سليمان ابي القاسم (عيسى ابن مريم) مجدد القرن وهادي القوم وإمام الناس وإمام الجماعة وصاحب الوقت وغوث الزمان ومهدي الدين ولا فخر إذ لم يكن ذلك بجدي وإجتهادي ولكنها المنّه الخالصة لله فأنا شخص ضعيف من قبيلة مستضعفة ولا يزال أهلي يتبرأون من دعوتي لضعفهم وخشية أن يحسبهم السلطان من أنصاري ولكن قوتي بالله وحده ومن يهديه الله ويشد به أزرى من المؤمنين على منهاج النبوه “ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ “  الانفال 62. لا بعصبية الجاهلية.
أنا قائد الطائفة المنصورة بالحق ومتى سمعت الأمة مني وأطاعت فإني سانتصر للدين وأهزم اليهود والعالم الصليبي لأن الله بعثني خصيصاً لأسلط على الجبروت الامريكي المعجب بصواريخه الموجهة وقنابله النووية فالله أقوى وأشد. الدجال الكذاب رئيس ياجوج وماجوج وهم الامم الاوربية والعالم الغربي


تعريفـهم:
قال هشام كمال عبد الحميد ( فعن نسب ماجوج الى يافث بن نوح قالت التوراة (وهذه مواليد بني نوح : سام وحام ويافث . وولد لهم بنون بعد الطوفان . بنو يافث : جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس) سفر التكوين : 1 ـ 2. وورد في ذكر جوج على انه رئيس شعب ماشك وتوبال في ارض ماجوج على لسان حزقيال النبي : (وقال لي الرب : يا بن البشر التفت الى جوج رئيس ماشك وتوبال في ارض ماجوج) سفر حزقيال الاصحاح الثامن والثلاثون (1ـ2) نص الترجمة السبعينية للكتاب المقدس).
المصدر : من كتاب (ياجوج وماجوج قادمون) للكاتب هشام كمال عبد الحميد ص(10)
اقول : وجوج المذكور في التوراة هو جورج بوش الابن الدجال الاكبر واكذب الدجالين في الارض
وفي قصة ذي القرنين قال تعالى:” ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا “ الكهف الآية92-99.
الشـرح والتحـليل:
(1)  إختلف العلماء والمؤرخون في ذي القرنين إلا أن القول المعتمد هو انه الاسكندر الأكبر المقدوني الأصل وخرج من آسيا الصغرى في أوربا الشرقية. وقيل أحد الحميريين يؤكد هذا القول الحديث الشريف:
25} ( كان هذا الامر في حميّر فنزعه الله تعالى منهم وصيره في قريش وسيعود اليهم).
وصيره في قريش ببعثة النبي الامي القرشي صلى الله عليه وسلم .
(2)      أنه صاحب عقيدة سماوية لقوله تعالى:” مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ “.
(3)  أن القوم الذين طلبوا من ذي القرنين بناء السد، يقعون شرق الردم المقام في سلسلة الجبال الفاصلة بين الشرق الأوسط والشرق الأقصي، ولما كان ذو القرنين من آسيا الصغري غرب السد، فإن هؤلاء القوم شرقه لأن ذي القرنين لا يفهم لغتهم لقوله تعالي” لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا “ وغرب السد لغة قوم ذي القرنين.
(4)  أن القوم الذين طالبوا ببناء السد مؤمنون لمعاملة ذي القرنين لهم بالحسنى ورفضه أن يأخذ منهم جباية، خلافاً لتعامله مع الكفار المبين في قوله تعالى”: قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا “الكهف 87-88.
(5)  إن يأجوج ومأجوج هم الأمم الأوربية لأنهم ابناء عمومة الترك لقوله صلى الله عليه وسلم:”يافث أبو الترك ويأجوج ومأجوج”. وأنهم على ظهر الأرض بدليل قوله تعالى:” فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ “ لأن الإظهار معناه التسلق والوصول إلى طرفه الآخر دون نقب. إذ لو كانوا فى باطن الأرض لا وسيلة لهم للوصول إلى ظهر الأرض إلا عن طريق النقب حتى يخرجوا من باطنها وينتشروا على ظهرها.
كما أن الناس على ظهر الأرض يمكنهم أن ينقبوا السد بإحداث نفق فيه لينفذوا إلى الطرف الآخر من دون تسلقه وهو معنى” وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا “.
(6)  إن يأجوج ومأجوج وثنيون لأنهم على غير دين ذي القرنين السماوي وأنهم مفسدون في الأرض، وعمل السد من دون أجر لحماية المؤمنين إحتساباً عند الله، وعندما يأذن الله بخروجهم فإن الله يدك السد قال تعالى: “ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ “.
قال محمد متولي الشعراوي رحمه الله: قال العلامة حمود التويجري: إختلفت أقوال العصريين في يأجوج ومأجوج:
1- فبعضهم ينكرون وجودهم بالكلية وينكرون وجود السد الذى جعله ذو القرنين بينهم وبين الناس، ومستندهم في ذلك ما يزعمه بعض الدول في هذا الزمان أن السائحين منهم قد إكتشفوا الأرض كلها فلم يروا يأجوج ومأجوج ولم يروا سد ذى القرنين.
2- وبعض العصريين يزعمون أن يأجوج ومأجوج هم جميع دول الكفر المتفوقين في الصناعات الحديثة) المصدر : علامات الساعة الكبري للشعراوي ص 168-180.
أقـول: إن الحقيقة تظهر جلية في أقوال العصريين إذ لا وجود للسد الآن بالكلية، إذ جعله ربي دكاء، فانطلقت أوربا الغربية في العالم قال تعالى: “ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ “ الأنبياء الآية96. وتحقق معني هذه الأية في قول السائحين من هذه الدول أنهم إكتشفوا الأرض كلها إذ لو كان السد موجود لما خرجوا لإستعمار الأرض كلها. وجاء في وصف سيرهم (ينسلون) وهو الإسراع في السير بالسيارات فائقة السرعة والطائرات حتى سموا هذا العصر الذي سادوا فيه بـ(عصر السرعة) 
وقد تم لهم ذلك بركوبهم موج البحر تحقيقاً لقوله تعالى: “وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ” الكهف الآية 99. ومن ملامح الحضارة الأوربية نقب الجبال انفاقاً تسير خلالها السيارات.
هذا بالإضافة إلى أن الحفر في باطن الأرض والتنقيب عن المعادن من أميز أعمال الدول الصناعية الأوربية وكفرهم وفسادهم يتجلى في نظام حكمهم الديمقراطي.
قال الشيخ عمر الأمين احمد:(...فدولة أثينا كانت محكومة بواسطة مجلس للشيوخ منتخب وفق النظام النيابي الديمقراطي الأثيني الذي يعني حكم الشعب لنفسه...) وللحقيقة فإن قلنا أن السلطة المؤسسية الديمقراطية فى الدولة الوطنية هي سلطة الشعب نكون إما ما زلنا داخل الغشامة الفكرية التى اعترفنا بالدخول(فى)حظيرتها مسبقاً أو ضاحكين على الذقون ليس إلا...فإنه من الطبيعي أن يكون تنزل السلطة الإقطاعية إلى سلطة مؤسسية يرافقها بالطبع نزول سلطة المِلْكية المادية المطلقة الإقتصادية إلى مِلْكية رأسمالية وينشأ بالتالي التزاوج الطبيعي جداً بين الرأسمالية كطبقة والمؤسسية كنظام حكم فَتُحْكِم قبضتها عليها درجة يصير معها الحديث عن سلطة الشعب مقرونه بالنيابة الديمقراطية...ويتم إعطاء الشعب فتات سلطوى وفتات مادي...) الصحافة بتاريخ 19ديسمبر2003م ص9.
أقول: واضح من كلام الشيخ عمر أن مفهوم حكم الشعب لنفسه فى الديمقراطية هى خدعة سياسية، وإنما الديمقراطية إبراز الإقطاعية الطبقية فى عهد(الإقطاع) في ثوب جديد وإسم جديد هو(الرأسمالية) كما نشاهد ذلك في الشركات الكبرى العالمية. لقد تحول العبيد في عهد الإقطاع إلى موظفين وعمال يديرون لرجال المال أعمالهم ومصانعهم.
وحكم الشعب لنفسه هو أن تكون مرجعية التشريع فيه للإنسان وخلافاً لمرجعية الله وقد قال تعالى: “ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ “ المائدة الآية44. وقال تعالى: “ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” المائـدة الآيـة45.قـال تعالـى: “ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَـأُولَئِكَ هُـمُ الْفَاسِقُونَ “ المائدة الآية 47.وقال تعالى: “ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ “ المائدة الآية48.
قال جيمس ولسي رئيس الإستخبارات الامريكية الأسبق:(الديمقراطية ليست فكرة أمريكية ولم نطلقها بل إخترناها مؤخراً أي قبل قرنين وربع قرن وهي فكرة من أثينا وعمرها على الاقل 2500سنة) مجلة الوطن العربي الجمعة 13/1/2003م ص16.
إذن نظام الحكم الديمقراطي وثني لأنه يرجع إلى ما قبل ميلاد المسيح وليس له علاقة بدين النصاري. وأن بعثه هدم للديانة النصرانية والعودة إلى الوثنية، وهو الحكم الذى تريد أن تفرضه علينا الولايات المتحدة:
قال الرئيس بوش الابن:(لم يحدث أبداً في تاريخنا أن كانت القوة الأمريكية متفوقة ومهابة ومحترمة ومقبولة في العالم كما هي عليه اليوم، فالقوات المسلحة الامريكية ووكالة الإستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي والعلم الأمريكي في أكثر من 100 دولة... ثم أضاف الرئيس بوش إن أمامنا طريق  طويل بعد تحرير أفغانستان ينبغي أن نسيره في العديد من الدول العربية والإسلامية:
أولاً: تجريد أي دولة عربية أو مسلمة متمردة من تفوقها العسكري ونشر ثقافتنا ومعتقداتنا التحريرية وتشكيل الشعوب لتصبح على صورتنا ولن يخضع رجالهم بعد اليوم لشروط اللحية كما لن تخضع نساؤهم لشروط تغطية وجوههن وأجسادهن...) أخبار اليـوم بقلـم عبد الله عبيد بتاريخ 8مايو2003م ص5.
 التعليق:
اشتمل قـول بوش على :
1/ غزو أفغانستان والإلتزام بتجريد الدول العربية والإسلامية الأخرى من قدراتها العسكرية حتى يتحكم فى السيادة عليها.
2/ نشر ثقافتهم ومعتقداتهم (الوثنية) في العالم الإسلامي.
3/ لن يخضع الرجال لاطلاق اللحى خلافاً لما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حفوا الشوارب واعفوا اللحى”.
ودعوة النساء إلى التبرج علماً بأن الدين النصراني يأمر بالحجاب وهو الزي الذى ترتديه الراهبات، وفى هذا خلاف صريح لدين المسيح عيسى ابن مريم، فهم مُسحاء كذبة ببعث نظام الحكم الأثيني الوثني.
إن مضامين خطاب بوش هي نفس الأسباب التي من أجلها طالب أولئك القوم ذا القرنين ببناء السد وهنا يتجلي الإعجاز القرآني في العلم الرباني، لقد طلب الأفغان في السابق من ذي القرنين أن يبني هذا السد للحجز بينهم وبين خروج أوربا الغربية وقد كان ذلك إلى حين، حتى إذا جاء وعد ربي وجعله دكاً، خرجت يأجوج ومأجوج ودمروا دولة طالبان الأفغانية المسلمة فأظهروا فيها الفساد بحلق اللحي وإنتزاع حجاب النساء ونشر الفساد وإقامة دور السينما والمسارح الماجنة، ومنها زحفوا غرباً إلى بقية العالم العربي والإسلامي، ويأتي إعجاز السنة:
26} قال صلى الله عليه وسلم: “ويل للعرب من شر قد إقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه(وحلَّق بين إصبعيه) “ متفق عليه.
اليهود ينتظرون المسيح ملكاً عليهم وعلى الناس والنصارى كذلك، فإنه-أي المسيح- لن يشكل حزباً ديمقراطياً ويدخل في منافسة حرة مع أحزاب المعارضة. ولكنه يلغي النظام الديمقراطي ويفرض إتباع الناس له بأمر تفويضه من الله. لأنه لو عرض أمره في منافسة ديمقراطية فإن اليهود والنصارى الذين بنوا حضارتهم على الاقتصاد الربوي وعملوا على إفساد الأخلاق وتجارة البغاء والزواج المثلي تحت شعار الحرية هؤلاء سيصوتون لصالح الدجال الذي يمثل مذهبهم وفلسفتهم في الحياة.
أما المسيح فإنه يحرر الإقتصاد من الربا ويحرم الخمر ويفرض على النساء الحجاب.
(كشفت مصادر أمريكية أن الرئيس الأمريكي قد صادق على دراسة أعدتها مجموعة من الخبراء السياسيين الامريكيين البارزين الذين أطلق عليهم مجموعة الـ(19) وقد رفعت دراسة في شكل تقرير إلى مجلس الأمن القومي تحت مسمى(الجوانب النفسية للإرهاب (الإسلامين)) الدراسة تدعو إلى مقاومة رفض قيام الدولة الدينية في الشرق الأوسط. كان قد صادق عليها الرئيس الأمريكي قبل الحرب على العراق ولكنه قرر تأجيل إبلاغ الدول العربية بها وإلزامها بالتنفيذ ما بعد الحرب على العراق وتغيير النظام فيه، حتى تجد الأنظمة العربية مرغمة على القبول بتنفيذ التوصيات كاملة...وتشير الدراسة إلى أن السبب الأساسي في قيام الجماعات الإرهابية كل 15 سنة يعود إلى عوامل نفسية في مقدمتها يأتي القرآن الكريم( الكتاب المقدس )لدى المسلمين حيث يعتبر المرجعية لحركة هذه الجماعات. وذكرت الدراسة أن هناك صعوبات عملية في مطالبة الحكومات العربية بتغيير القرآن ولكن العديد من المرجعيات الدينية يمكن أن تقوم بتفسير القرآن تفسيراً مختلفاً يساعد على تنفيذ المطالب الأمريكية. وترى الدراسة ضرورة تغيير المادة الدينية ويطلق عليها الثقافة الدينية والهدف هو إعطاء صورة إيجابية للفصائل السياسية للديانات اليهودية والمسيحية.
وتقول الدراسة أن المرحلة الإعدادية تعمل على تفريغ الإنسان من كل المعارف التي تشكل شخصيته في إتجاه الإنفجار) صحيفة المسيرة الإسبوعية الإثنين 22 ديسمبر2003م الصفحة الأولى.


خلاصة هذا الفصل:
أن الديمقراطية كانت نظام حكم يأجوج ومأجوج وهي(أوربا) وكانت سيادة الحضارة الغربية فيها لأثينا الوثنية قبل ظهور المسيح عيسى ابن مريم في الشام، واعتنقت اوربا الديانة المسيحية بعد ذلك في العهد الروماني. ثم جاء عصر النهضة الأوربية واعتبروا عهد أوربا المسيحية قروناً مظلمة بسبب الدين المسيحي، فنبذوا المسيحية بتجديد الوثنية الأثينية، فهم يعزون تقدمهم العلمي وحضارتهم الحديثة إلى نبذهم للدين المسيحي وإقصائه عن الحياة العامة والسياسية واعتمادهم على فلسفة اليونان وتطويرها، وأبقوا على المسيحية إسماً وأفرغوها من محتواها فأحلوا الربا الذي تحرمه كل الأديان السماوية ومن قبل أهلك الله بسببه قوم شعيب عندما نهاهم عنه فلم ينتهوا وأباحوا الزنا(ترخيص بيوت الدعارة) وشرعوا الزواج المثلي والذي بسببه بعث الله نبيه لوطاً لإزالة هذه الفاحشة النكراء فلما أبو؛ نُجي لوطاً ومن آمن معه وأهلكهم بالصيحة، وفي قصصهم موعظة للعالم الغربي وآذان بتدميره.
قال هشام كمال عبد الحميد : (عندما شاهد النبي دانيال عليه السلام الوحش الهائل بقرونه العشرة شاهد بعد ذلك قرنا صغيرا يخرج من بين القرون العشرة ثم شاهد هذا القرن يكبر ويتعظم حتى اصبح أشد واقوى من القرون العشرة...كما شاهد هذا القرن وهو يصنع حرباً مع القديسين ويذلهم وقال: ان القديسين يخضعون لحكمه مدة ثلاث سنين ونصف... وقال دانيال عليه السلام: انه شاهد هذا القرن الصغير ينطق بكلام ضد الله وشاهده ياتي باحكام واقوال مخالفة لشريعة الله وسنته وياتي بسنن وشرائع جديدة وإستمر الحال على ذلك حتى جاء (قديم الايام) مخلص القديسين من الوحش وهذا القرن الصغير وقضى عليهما. وهذا القرن الصغير ماهو الا امريكا... والقرن الصغير أيضا رمز للصهيونية العالمية التي تدير امريكا وتتحكم فيها وهي رمز ايضاً للمسيح الدجال كما يفسرها بذلك اهل الكتاب:... وحاربت أمريكا احدى الدول المسلمة... وهي العراق، تسعى امريكا التي يديرها الصهاينة حالياً لمحاربة إيران والسودان وسوريا وفرضت حصار اقتصادي وعسكري عليهم بعد أن تمكنت من فرض مثل هذا الحصار على ليبيا والعراق. وهذا يطابق ما قاله النبي دانيال عن أن هذا القرن الصغير حارب القديسين (المسلمين) فغلبهم حتى جاء قديم الايام (المهدي المنتظر) فوحدهم وقواهم وخلصهم من الظلم الواقع عليهم من القرن الصغير والوحش الهائل (حلف الاطلنطي) وأمريكا هي أم الفساد في الارض.  المصدر : هلاك ودمار المنتظر للكاتب هشام كمال عبد الحميد ص64 ـ 68.     


لقد حملت الولايات المتحدة الأمريكية راية الغرب بالنظام العالمي الجديد(العولمة) كسيدة للعالم الإسلامي نيابة عن العالم الغربي النصراني، وهذا كذب وإفتراء على المسيحية والمسيح منهم براء، ولذا سمي الدجال(المسيح الكذاب) وجاء وصفه في القرآن بـ” زَنِيمٍ  ” أى المنتسب بغير سبب فهو يدعي أنه مسيحي وهو في حقيقته وثني ويفرض السيادة (الربوبية على العالم) ويؤله نفسه لأنه يحكم وفق هواه قال تعالى: “ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا “ الفرقان الآية43. فكل من أطاع مخلوقاً بدون إذن من الله فقد إتخذه رباً، ومن أطاع سيداً في معصية الله فقد إتخذه إلهاً من دون الله، لأن كلمة سيد لا ترد مستقلة في اللغة والشرع إلا في مقابل العبودية، وجوزها الشرع للنبي وإلى خاصة الأمة عندما يكون داعياً إلى الله بإذنه، لأنه في هذه الحالة لا تكون الطاعة موقوفة عند النبي أو السيد بل تتعداه إلى الله سبحانه وتعالى وفى الحديث:”السيد الله” وقال تعالى:” وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ “ النساء الآية64.وقوله تعالى:” إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ” الفتح الآية10.فالمهدي مبعوث من عند الله وداعياً إلى الله بإذنه فطاعته سنة على غير ما عليه الحال عند أئمة الضلالة، ويعتلي ذروة هرمهم الدجال.
قال ابن كثير في تفسيره “ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ.... “.
27} روي الإمام احمد والترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم...فقدم عدي إلى المدينة وكان رئيساً فى قومه طيئ وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم فتحدث الناس بقدومه فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة وهو يقرأ هذه الآية:” اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قال: فقلت أنهم لم يعبدوهم. فقال: بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فإتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم” تفسير ابن كثير ج3 آية التوبة31.
هذا هو ميزان الشرع في تحديد عبادة الخلق دون الله، فإذا أطاع الإنسان شهوات نفسه نتيجة ملذة آنية لغلبة الشهوة - فهي خطأ وخير الخطائين التوابون- أما أن يرتضيه سلوكاً منهجياً وفلسفة ينظم عليها حياته فقد إتخذ إلهه هواه في ذات نفسه، وأما إذا كانت الطاعة لنظام تشريع وحكم ينظم حياة الناس العامة والسياسية كما نراه في الأحزاب العلمانية اليوم فقد إتخذ المشرعين أرباباً من دون الله، لأنهم يقولون السيادة للقانون مع مخالفته لتشريع الله، وهي أعظم معصية لله فى الأرض، إذ المسألة ليست بالإعتقاد بأن فلاناً رباً أو إلهاً وليس بالضرورة أن يتفوه زعيم الحزب أو رئيس الدولة بإدعاء الربوبية أو التأله إنما يعرف المجرمون بسيماهم قال تعالى: ”وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ “ محمد الآية 30. فاعمالهم هي التي تدل على تألههم، وعلى ضوء تعريف الشرع لإدعاء الألوهية صرح عدد من العلماء وقادة الفكر والزعامات السياسية إلى درجة تبلغ حد الإجماع (أن الولايات المتحدة الأمريكية تألهت في الأرض وأنها الشيطان الأكبر) - إشارة إلى الدجال المحبوس في جزيرة بالبحر الغربي- الوارد ذكره في حديث تميم الدارى.
28} قال صلى الله عليه وسلم:”إنه حبسني حديث كان يحدثنيهِ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ عن رَجُلٍ كَانَ في جزيرة مِنْ جزائر البحر فإذَا أنَا بِامْرَأَةٍ تَجُرُّ شعرها. قالَ: مَا أنْتِ؟ قالت: أنا الجساسة، اذهب إلَى ذلك القصر، فأَتيه فإذَا رَجُلٌ يَجُرُّ شعره مُسْلَسَلٌ في الأغلال يَنْزُو فيما بين السماء والأرض، فقلت: مَنْ أنْتَ؟ فقالَ: أنَا الدَّجَّالُ” أخرجه ابو داوود. لقد تشبهت أمريكا بوصف الدجال المحبوس في البحر ولبست فروته. وليس من الصدفة أن يتخذ جورج بوش الجساسة كنداليزا رايس مستشارته للأمن الوطني وهي إمرأة حمالة حطب الفتنة التي أحرقت بها العراق قال تعالى: “وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ”المسد الآية 4-5. فالقرآن صالح لكل زمان ومكان. وقد جاء زمان تأويل هذه السورة.
1/ قال الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة وإمام الأنصار:(ما ظهرت في فضائية عربية أتحدث في الشأن السوداني إلا إنبرى لي معلقون ناصحون أو متعجبون أو مستنكرون كيف يقبل السودانيون بالتدخل الأمريكي في شئونهم وهم يعلمون أن أمريكا هي حليف إسرائيل وعدو العرب وعدو المسلمين فأعمالها كلها تتطابق مع وصفها الشيطان الأكبر... وآخرون في المنطقة يرون أن الأوراق الدولية كافة في يد الولايات المتحدة... ويرون أن التسليم للأجندات الأمريكية هو الخيار الوحيد المعقول الممكن، هناك منطقة وسطى بين شيطنة أمريكا وتألهها...) أخبار اليوم 23إكتوبر 2003م ص 8.
2/ قال الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد الأمين العام لتنظيم الإخوان المسلمين بالسودان:(... تأتي الرسالة الثالثة والآخيرة التي بعثت بها أمريكا للقادة الأشتات تنذرهم... تنذرهم بأنها قد أعلنت حربها على الإسلام... فبدأت أمريكا بالذي هو شر تجس به نبض الولاة المأمورين الركع السجود... فأرسلت تعميماً أمريكياً تنصح فيه(أي تأمر) بحذف كافة الآيات القرآنية المتعلقة باليهود من مناهج التعليم في كل المراحل... واليوم وأمريكا في عنفوان غرورها ووحدانيتها بالألوهية التي تشارك بها الله) أخبار اليوم 27أبريل2003م الصفحة الآخيرة.
3/ وقد سبق أن أوردنا ما قاله الدكتور يوسف القرضاوي في مؤتمر(الإسلام والغرب في عالم متغير) المقام بالخرطوم(13/14/15ديسمبر2003م) متحدثاً بإسم العلماء:(إن أمريكا التي تمثل الغرب حالياً إتخذت من الإسلام عدواً بديلاً عن الإتحاد السوفيتي بعد إنهياره وأن الغرب زرع الشجرة الفاسدة المتمثلة في دولة إسرئيل...إن حضارة الغرب الحالية حضارة المسيح الدجال وليست حضارة المسيحية التي جاء بها عيسى ابن مريم).أخبار اليوم الأحد 14ديسمبر 2003م الصفحة2.
إن فتوي الدكتور القرضاوي (إن حضارة الغرب الحالية حضارة المسيح الدجال) تمثل تعريف الإسلام للدجال لإنها إنطلقت من مؤتمر إسلامي في مواجهة الغرب ولم يعترض أحد على هذه الفتوى.
وأن ما قاله الزعيمان السياسيان(الصـادق المهـدي وصـادق عبد الله عبد الماجد) إعتراف صريح بتأله الولايات المتحدة وبإضافته إلى إعترافات العلماء الآخرين يشكل إجماع الأمة الإسلامية، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي مظهر الدجال الوارد في السنة والذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته.
29} قال صلى الله عليه وسلم:”ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال” رواه احمد.
وبناء على هذه الإعترافات فإن الأمة قد حكمت ضمنياً بعدم شرعية كل ملوك وأمراء ورؤساء العالم الإسلامي وانتزعت منهم أي صفة لزعامة الأمة إذ أن الزعامة في زمن المسيح الدجال هي للمسيح المهدي وليس لأحد غيره فعلى الأمة أن تنزل إلى حكم الله بإتباع المسيح المهدي (سليمان ابي القاسم موسى) وإلا فإنهم سوف يسلكون طريق الضلالة والغواية على علم منهم ويقين وقد تبين لهم الرشد من الغيِّ بإعترافهم جميعاً.
ذلك بأن أمريكا ماضية في طمس هوية الإسلام وأن العلماء والسادة الرؤساء عاجزون عن التصدي لها وأنيّ لهم ذلك - إنها الدجال الأكبر- وإن غاية ما تكلف به الأمة هي دفع مقاليد الأمور لي وإتباعي طوعاً” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ “ البقرة الآية256. وان سياسة التقية في تعامل الملوك والرؤساء مع أمريكا والتي عرفها المثقفون(بالإنبطاح) لن تجلب للأمة السلام أو تحقن لهم دماء بل ستزيد مطالب أمريكا التي ليس لها سقف محدد، فقد وصفها أحد المفكرين بأنها:(مثل جهنم كلما قيل لها هل إمتلأت وتقول هل من مزيد).
 إن الحرب والدمار والقتل ستتواصل على المسلمين مهما قدموا من تنازلات ما لم أتسلم قيادة المسلمين طوعاً أو كرهاً.


30} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الدجال – وقد عرفته الأمة بالحضارة الغربية:”فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً، يدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة، فلا يسعي على شاه ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة، حتى يدخل الوليد يده في فم الحية فلا تضره، وتفر الوليدة الأسد فلا يفرها ويكون الذئب مع الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله وتضع الحرب أوزارها” أخرجه ابن ماجة في السنن باب فتنة الدجال.
قال الدكتور صلاح الدين الهادي في تقديمه لكتاب(بداية النهاية حمى هرمجدون) للكاتب عبد الله الطيب مونة قال د. صلاح: (...لقد أطلعت على هذه الرسالة القيمة الفريدة في طرحها وموضوعها والخطيرة فيما ترمي إليه من كشف وإجلاء لما يخطط أعداء الإسلام من الصليبية والصهيونية للقضاء على الأمة الإسلامية ومحاربتها في عقيدتها وهويتها الفكرية والثقافية ومحوها من الوجود والتي اجتهد فيها الباحث عبد الله الطيب مونه إجتهاداً مقدراً في جمع مادة البحث والإستدلال بها على المعركة الفاصلة ونهاية دولة الفرعون الأعظم الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها دولة الكيان الصهيوني إسرائيل) المصدر بداية النهاية لعبدالله الطيب مونه.
إن ما قاله الدكتور صلاح الدين يطابق آراء العلماء التي أوردتها في الفصول السابقة من هذا الطرح، وهي أن الحرب التي تشنها أمريكا وإسرائيل على العرب والمسلمين إنما هي حرب أديان والمقصود منها القضاء على الإسلام للتعجيل بعودة المسيح عيسى ابن مريم. وكل من اليهود والنصاري يتوقع أن ينتصر فيها على المسلمين والقضاء على الإسلام ومحوه من الجزيرة العربية.
هذا الهدف معلن ومعلوم لكل أطراف النزاع(من يهود ونصارى ومسلمين) وأعد اليهود والنصاري العدة لعودة المسيح (وأعلنوا الحرب على المسلمين للتحضير لعودته) لعلمهم التام بعد مراجعتهم للتوراة والإنجيل أن هذا أوان ظهوره، أما المسلمين فهم في غفلة ساهون وأمثلهم طريقةً ينتظر ظهور(محمد بن عبد الله) المهدي المنتظر لينتصر على حشود اليهود والنصاري في القدس والخليج والعراق وبحر اليمن وبحر الشام وهذا من سفه الأحلام لأن الذي ينتصر بالإسلام فى الحرب المعلنة الآن إنما هو المسيح نفسه وهو سليمان أبي القاسم السوداني بالأدلة الشرعية الآتية:
31} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللاتُ والعُزَّي فقالت عائشة: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله”هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون” أن ذلك تام. قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحاً طيبة فتوفي كلَّ من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم” أخرجه مسلم.
إن الله أرسل رسوله(عيسى ابن مريم) بالهدي(مهدياً) ودين الحق(الإسلام) ليظهره على الدين كله(دين اليهود والنصارى ودين يأجوج ومأجوج العلماني الوثني) وهذا هو الفهم الصحيح لشرح هذه الآية وأغلب المفسرين فسر(رسوله) بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك نظر لأنه لم يتحقق على يد النبي الكريم حتى قبض. وجاء على لسانه”أنه سيكون من ذلك ما شاء الله” أي في المستقبل، هذا إلى جانب أن الرسول صلى الله عليه وسلم اُرْسلَ رسولاً وهذا أشمل من كلمة مهدي، قال تعالى: “ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا “النساء79.
وبعضهم فسر أن المقصود بها هو(محمد بن عبدالله المهدي) وذلك مردود أيضاً بصريح الآية” أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى “إن الذي أُرسل بالهدي كان رسولاً أصلاً وهذه خصوصية يتفرد بها عيسى ابن مريم عن غيره من المهديين.
ويكفينا في هذا المجال مجاهدة أن نترك الاحاديث يفسر بعضها بعضاً.فقد جاء في حصار الدجال للمسلمين ونزول عيسى وقتله الدجال وخروج يأجوج ومأجوج ما يلي:
32} عن النواس بن سمعان: “ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة...فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح عيسى ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق....فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله....ويبعث الله يأجوج ومأجوج....فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة....ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك.... فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة” رواه مسلم.
في الحديث(31) فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى “بقوله: “أنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحاً طيبة فتوفي كل من في قلبه...إيمان ويبقي من لا خير فيه” وجاء في الحـديث(32) ذكـر عيسى ابن مريم في مقـابل”سيكون من ذلك ما شاء الله.. “ويختم بمثل ما ختم به الحديث(31) مما يدل أن الحديث(32) تفسير لآية” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ “ إذ لا يظهر الإسلام على الدين كله إلا على يد عيسى ابن مريم.
33} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الأنبياء اخوة لعلات دينهم واحد وأمهاتهم شتى وأنا أولى الناس بعيسى إبن مريم لانه لم يكن بيني وبينه نبي وأنه نازل فإذا رأيتموه فأعرفوه فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض سبط كان رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويعطل الملل حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب وتقع الامنه في الأرض” رواه احمد.
الشـرح والتـحليل:
ورد وصف لون عيسى وشعره بأوصاف مختلفة في هذه الرواية”مربوع إلى الحمرة والبياض سبط” وفي رواية للبخاري”...فأما عيسى فأحمر جعد” وللبخاري أيضاً”فرأيت رجل آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال... فقيل المسيح ابن مريم”.
ولمسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قـال رَجُل آدم....رِجَل الشعر”.
أقول:
لقد جاءت الروايات متعارضة في اللون(آدم وأحمر) وفي نوع الشعر(سبط، جعد) وللجمع بين هذه الصفات المتعارضة يمكن التوفيق بينها: في أن اللون (الآدم) والشعر (الجعد) يلائم البيئة السودانية وهذه هي الهيئة التي يظهر بها في ميلاده الثاني في أسرة افريقية سودانية. بينما (الاحمر السبط) يناسب نشأته الأولي الاسيوية خارج المنطقة المدارية في نشاته الاولي في الشام.  
بالرجوع إلى الأحاديث بالأرقام 11،10،2،1نجد أن مهمة هذا الرجل البيتي وبرنامجه السياسي هو:
1/ يبعث عندما تعم الفتن العرب والمسلمين وتتواصل.(وقد تم ذلك في واقعنا اليومي)
2/ يؤلف بين قلوب المؤمنين بعد عداوة الفتنة – هذا واضح في فتنة دارفور- التي انقسم فيها المسلمون إلى طائفتين يقتل بعضهم بعضاً.
3/ يختم به الدين.
4/ يكون في آخر الزمان.
5/ يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
 6/ يملك الأرض.
وجاء في الحديث رقم(30) أن عيسى ابن مريم يحقق في برنامجه السياسي الآتي:
1/ يكون حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً.
2/ يرفع الشحناء والتباغض.
3/ يملأ الأرض سلاماً - يعني يبسط سلطانه على كل الأرض- وهي دلالة على أنه يملك الارض.
4/ تكون الكلمة واحدة – وهو التأليف بين قلوبهم- في طرح المهدي البيتي.
5/ يقتل الخنزير ويكسر الصليب – لتكون الغلبة للإسلام بإهلاك الملل الآخري- وهو معنى يختم به الدين.
6/ تضع الحرب أوزارها – بعد زوال دوافعه- وإلقاء الإسلام بجرانه على الأرض ولا يكون ذلك إلا في آخر الزمان.
إن ما جاء في برنامج الرجل البيتي والذى جاء وصفه معمماً دون ذكر إسمه يطابق ما جاء في برنامج عيسى ابن مريم السياسي، وبما أن ذلك يكون للإمام آخر الأمة، وأن الآخر لا يتعدد، كما أنه لا يجوز أن يكون للأمة إمامان لا مختلفان ولا متفقان مهما اتسعت رقعة ديار الإسلام في الزمان الواحد بإجماع أهل القبلة، فإن جميع ذلك يؤدي إلى حتمية أن المهدي البيتي إنما هو عيسى ابن مريم ليس غير، وهي محجة الإسلام التي ليلها كنهارها فالحق أبلج والباطل لجلج وهذا هو الحق المبين قال الإمام علي رضى الله عنه:(لا يعرف الحق بالرجال ولكن أعرف الحق تعرف أهله). اورده الدكتور عبد الرحمن بدوي في الانسان الكامل .
ومما استعرضناه في هذه النشرة فإن أمريكا لن تسمح لأحد أن يبني قوة عسكرية ليتحداها بها،  كما أنها لن تسمح أيضاً بقيام دولة إسلامية.
لقد قضت أمريكا على دولة طالبان فهزمت الإسلام (الأصولي السلفي) وفككت دولة السودان وبرنامج حكومة الإنقاذ فهزمت بالضغوط الإسلام الأصولي التقدمي(الأخوان المسلمين). وعلى شاكلة ما حدث للإسلاميين قضت أمريكا بالحرب على القومية العربية البعثية بإحتلال العراق، وأسرت صدام الرئيس القانوني، وإستباحت المال والعرض، وبالضغوط فككت قوة الجماهيرية الليبية فقضت بذلك على أي مظهر للإشتراكية العربية، فلا عودة للأبد إلى النُظم البائدة (السلفية أو الإخوان المسلمين أو القومية العربية وإشتراكيتها) فأمريكا لها بالمرصاد، وإن التفكير في بناء تلك الأنظمة أو محاولة إعادة بنائها هي نوع من الحنين إلى الماضي والبكاء على ديار الحبيب والآثار وهي دلالة على العجز بعد الفشل وتصنف من باب العزاء والتسلي.
أما الأسلوب العملي هو إتباعي ويكمن سر النصر في شيئين:
بتفنيد دعوى النصاري لإنهم على باطل وكذلك اليهود إذ أن المنتظر الذى يقاتلون المسلمين للتعجيل بعودته قد عاد بالفعل وهو إمام المسلمين الآن، وحربهم ضد المسلمين هي حرب ضد المسيح نفسه فيظهر زيف الدجال ويذوب كما يذوب الملح في الماء (وهذا معني كسر الصليب الوارد في الحديث).
34} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “...فينزل عيسى ابن مريم...فيقول أنا عبدالله ورسوله وروحه وكلمته عيسى ابن مريم: اختاروا بين إحدى ثلاث بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذاباً من السماء جسيماً أو يخسف بهم الأرض أو يسلط عليهم سلاحكم ويكف سلاحهم عنكم، فيقولون: هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا وأنفسنا. فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل الاكول الشروب لا تقل يده سيفه من الرعب، فينزلون إليهم فيسلطون عليهم ويذوب الدجال حين يرى إبن مريم كما يذوب الرصاص حتى يأتيه عيسى عليه السلام أو يدركه فيقتله” أخرجه مَعْمَر في الجامع وابن عساكر.
بغير هذا الإعجاز الربـاني”يسلط سلاحكم عليهم ويكف سلاحهم عنكم” الذي خصني الله به من بين سائر قادة الأمة لا يمكن للمسلمين الإنتصار بل يزيد اليهود والأمريكان تمكيناً في الأرض، ولا يزيد الأمة غير اذلال وقتل وتشريد.    
ألأ هــل بلغت اللـهم فاشـهد...
المسـيح المهدي المحمـدي/ سايمان ابو الـقاسم مـوسى
يـناير 2004م


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنشور رقم (6) ظهر المهدي المنتظر الجزء الثاني

فصـل نهاية النشأة الاولي قال ابن عربي: " نشأة متحدة وهيئة فردية متجسدة فلما كملت بنيتها وتخلقت بصفتها نفخ فيه الشخص الروحاني والكلمة الإلهية، والأمر الرباني فقامت النشأة علي ساقها تعتمد وبأمرها تستند وتواري الدور بالنشأة على أصل البدء إلى أن سلخ ذلك النهار من ليل أرضه والتحق بعنصره الأعلى " . عنقاء (لؤلؤة التحام إلىواقيت وانتظام المواقيت).  تحليل: قوله: " نفخ فيه الشخص الروحاني والكلمة الإلهية والأمر الرباني " الضمير في نفخ يعود للحق عز وجل بإشارة بيانية إلى قوله تعالى: " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا " الأنبياء 91. وقوله تعالى: " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا " التحريم 12. والشخص الروحاني هو شخص عيسى بن مريم وعطف الكلمة الإلهية والأمر الرباني عليه، دال على ذلك فهو الكلمة الإلهية. يقول تعالى: " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ " النساء 171. وقوله "

المنشور رقم (17) شعب الســـودان سيقود العـــالم بالإســـــلام

بسم الله الرحمن الرحيم إستفتاح: خلف هذه الأمة اقدر على فهم نصوص الكتاب والسنة التي تخاطب زمانهم وأن عليهم مراجعة نصوص الآيات والأحاديث لمعرفة الفقه الصحيح المستنبط منها وليس الانغلاق على فهم السلف لتلك النصوص فالمرجع هو نصوص القرآن والسنة النبوية وليس فهم السلف لهذه النصوص وهذا ما أرشد اليه نبي هذه الامة فقد جاء في صحيح البخاري ـ الطبعة الثانية ـ طبعة بيروت 1402هــ1982م عالم الكتب.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"...ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه" كتاب العلم حديث رقم(9)صفحة 45، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"...فليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له " كتاب الفتن حديث رقم  (27) صفحة 90 ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نضر الله إمرئاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه الى من هو افقه منه" صحيح اخرجه الترمذي 5/24 واللفظ له وابن ماجة 1/85 واحمد 1/437. هذه الأحاديث ترد المذهب السلفي وتثبت مذهب التجديد بالفهم الحديث المعاصر قال صلى الله عليه وسلم:" إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل

المنشور رقم (11) لمــــاذا المسيــــح في الســـــودان

بسم الله الرحمن الرحيم مـدخل: بعد أن مضى على كتابة هذه النشرة أكثر من عام أوردت صحيفة الصحافة بتاريخ 9 شعبان 1426هـ الموافق 13 سبتمبر 2005م في صفحتها السادسة مقالاً بقلم: مسمار السقيد. تحت عنوان: (كا- رع- اتوم..) أسطورة متجددة. وألحقت هذا المقال بالنشرة لأنه طابق لما نشرته سابقاً تحت عنوان (الخرطوم مركز القيادة). جاء في مقال مسمار السقيد:” كان ذلك في زمان موغل في الزمان قبل أن يتواضع الناس علي حساب الأيام وقبل تدفق السنين كان لأهل (أطلنتس) في ديارهم جنتان ذوات أكل خصب وإمراع ودهشة وكان قد اجتمع لهم علم الظاهر والباطن فعرفوا خواص الضوء والصوت وانفتحت لهم اسرار الكيمياء فانكبوا على المعادن يفتتون ذراتها ويستخلصون منافعها وتيسرت لهم معرفة الكوارتز والسليكون وفعاليته الكهرومغنطيسية والتفتوا إلى الجواهر فكشفوا أبعادها الجمالية وأغوارها السحرية. وجاء في أخبار الرواة الثقاة من لدن شيخ الطريقة أفلاطون إلى فقهاء العصر الجديد أن أهل أطلنتس لطول باعهم في علم الفلك قد علموا بأن شهاباً رصدا قد دنا أجله فخرج عن مداره وهوي منتحراً تجاه الأرض مستقبلاً أوديتهم، فكان أن أجتمع كهنتهم عن