التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المنشور رقم (7) نجـــدة الأمـــــة في طائــفة أهل المغرب

 


بسم الله الرحمن الرحيم
          أنبأتنا الإذاعات العالمية الأمريكية والبريطانية والفرنسية إن النـــاس (الأمريكان والإنجليز) قد جمعوا لنا الجيوش  وحشدوها لقتالنا !!.فما هو السبب؟.
إن الأمريكان لأكثر من عام  يبحثون عن سبب يبررون به هذا الحشد للعدوان على العراق.
وفي حسباني أنهم عثروا على السبب والمبرر للقضاء على دولة العراق. وهو ضعف وحدة الصف الإسلامي، فلو أن الدول الإسلامية ولو على المحيط العربي أعلنت حالة الحرب إذا هوجمت العراق، أو بيتت ذلك  لما تجرأت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل على الإقدام على تلك الحرب الوشيكة. وأن الأمريكان بهجومهم على العراق سيفرضون على المسلمين سياساتهم كما سبق وأنهم لا يزالون يقاتلون المسلمين كافة وفي كل مكان.
إن هذا المسلك يبين أن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام يقاتل الأعداء إلا دفاعاً. يقول الله تعالي: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39”الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ“ الحج الآية39-40. وأؤكد للأمريكان أنهم بفعلهم هذا يعجلون بنهايتهم ونهاية اليهود وذهاب دولتهم. إن العرب الذين لا يزالون يعتمدون على أمريكا في حل مشاكلهم على الرغم من مناصبتها ومجاهرتها لهم بالعداء كأني بهم يتمثلون بقول الشاعر:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يري  *   عدواً له ما من صداقته بد
ولكن هل يفيد ذلك شيئاً؟. هنالك نقطة هامة  في منعطف حاد لم، يتنبه لها المسلمون فى غفلتهم. وهي أن هنالك آيات في القرآن تخاطب واقعهم الراهن يقول تعالـــى: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضـْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ“ آل عمران الآية 173 – 174.
فعندما يدرك المسلمون أن أمريكا هي الدجال الأكبر، زعيم اليهود وراعيهم الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أول الأمة فخرج في آخرها عند ذلك يعرف المسلمون أنجع الوسائل للتعامل مع هذا المارد الدجال.


الفصل الأول
 قال صلى الله عليه وسلم: “وإن قبل الدجال ثلاث سنوات شداد  يصيب الناس فيها جوع شديد. يأمر الله السماء في السنة الأولي أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها. ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها. ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله. فلا تنبت خضراء. فلا تبقي ذات ظلفٍ إلا هلكت إلا ما شاء الله. قيل: فبما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجـري ذلك عليهم مجري الطعام“ التصريح بما تواتر فى نزول المسيح حديث رقم 13.
أقول: إن وقائع هذا الحديث تحققت في سنين الجفاف التي توالت بداية ثمانينات القرن الماضي، التي أهلكت الحرث والنسل في شمال كردفان. وقد أجرى باحث مسحاً في تلك المنطقة يتحسس فيه أوضاع المعدمين، فكلما سألهم على أي شيء يقتاتون؟ كانت أجابتهم واحدة هي ”الله كريم” فاعتقـد الباحـث أن ”الله كريم” منظمة خيرية تقدم لهم الطعام. كما إن حكومة الإنقاذ التي تولت مقاليد الحكم بعد  ذلك بسنوات، تبنت شعارات التكبير والتهليل.
 قال الدكتور ماهر صموئيـل فـي كتابه (ثم يأتي المنتهي) قـال: ”فإن كانت العولمة السياسية هي التي ستبرز الوحش، فإن العولمة الاقتصادية هي التي ستمكنـه من السيطرة علـى كل الأرض ... وما يهمنا في هذا المقام، هو إثبات أن عولمة الاقتصاد ووحدته قد تمت بالفعل، وكيف أن حدوثها حتمية ضرورية للوحش لكي تكون له سيطرة اقتصادية على العالم كله” ثم يأتي المنتهى ص 75 – 76.
وقال هري سباك ـ والد السوق الأوربية المشتركة ـ ”الذي نريده هو إنسان يكون من الضخامة بحيث يستطيع أن يكسبنا ولاء جميع الشعوب، وينقذنا من التدهور الاقتصادي الذى نغرق فيه أرسلوا لنا رجلاً مثل هذا، وسوف نرحب به، سواء كان رباً أو شيطاناً” نفس المصدر السابق ص 74.

أقـول: هذا الرجل الذي يعني هو الدجال(الوحش).
وفي نفس الكتاب قال د. ماهر صموئيل: ”سيظهر قريباً في أوربا أيضاً أعظم دكتاتور، لم ير العالم نظيره من قبل ألاَّ وهو الوحش” نفس المصدر السابق ص 75.
أقول: الوحش عند النصارى هو الدجال عند المسلمين. وله وصف في الأحاديث الشريفة مماثل لوصف الدكتور ماهر صموئيل في حيازته واحتكاره لخيرات الأرض. قال صلى الله عليه وسلم: “وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقي لهم سائمة إلا هلكـت، وإن من فتنته أن يمـر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك اسمن ما كانت وأعظمـه، وأمد خواصـر وأدره ضروعاً” التصريح حديث رقم 13.
ومظهر سياحته وسيطرته على العالم تحت مسمي العولمة أخبر عنه صلى الله عليه وسلم  في قوله: ”وأنه لا يبقي شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة” نفس المصدر السابق.

قال صلى الله عليه وسلم: ”وتكون آية خروجه تركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتهاوناً بالدماء. وإذا ضيعوا الحكم وأكـلوا الربا وشيدوا البناء” المصدر: التصريح حديث رقم 48.
وقال صلى الله عليه وسلم: ”يخرج الدجال في خفة من الديـن وإدبار من العلم وسوء ذات بين” نفس المصدر حديث رقم 31.
 قال حذيفة: ”إن الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخَزَف ولكنه يخرج في نقص من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين” التصريح حديث رقم 20.
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة” نفس المصدر حديث رقم 24.




الفصـل الثاني
قال الدكتور حسن مكي: ”لنشاهد ما يحدث اليوم في أفغانستان. أمريكا تقول لا توجد حاجة اسمها أسري الحرب. وهذا ضد القانون الدولي والعقل الإنساني، وكل شيء. وأنت تعتقل عشرات الآلاف، بعضهم يموت وقد يكونوا أبرياء لأنه لا توجد بينة على شخص في أفغانستان. وأنت هجمت عليه وكبلته وذهبت به إلى القاعدة العسكرية في (قوانتنامو). وهذا ليس لدية أي حق؟ وهل يمكن أن يكون في التاريخ الإنساني أو في أي شريعة أو قانون أو عرف ان الإنسان ليس لديه حقوق، برئ أم مذنب؟ هذه ليست قضية؟ ولا يعرف عنه شيء؟ حتى اسمه ولا جريمته وملفه ومستقبله؟ أنا أعتقد أن هذه هي الرمزية لما يسمي بحاكمية المسيح الدجال. ولأنه كل المسلمات وحرمة النفس الإنسانية هذه، ثم نفيها مع أحداث سبتمبر. وفي تقديري أن الناس الذين ماتوا في أفغانستان100 ألف، قطع شك فيهم على الأقل 99 % ليس لديهم علاقة بهذه القضية، لا من بعيد ولا من قريب، وآلاف المعتقلين الموجودين أيضاً. أي أمريكي ذاهب في الشارع، أو سياسي أوربي أو إنسان ليس عنده ذرة من الشك أن هؤلاء ليس لديهم أية علاقة بهذا الموضوع. ولو كنت أنا وأنت والأستاذ اسماعيل والأستاذ دقش موجودين في أفغانستان، لكنا أيضاً ضمن هؤلاء الناس. وترى الاحتقار لحرمة الإنسان ولعقله. ورغم ذلك هذه القضية مسقطة من الحسبان، ولا أحد يتعامل معها. إذن تقول من المستفيد؟! والمستفيد هو العقل الصهيوني، والذي زادت قبضته على دوائر السياسة والمال، وسحق الفلسطينيين والإسلاميين والقوميين – وإن العالم أصبح كله في قبضة المسيح الدجال” برنامج فى الواجهة تقديم أحمد البلال. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم – عدد الخميس 5 رجب 1423هـ الموافق 12سبتمبر2002م. ص 7.
إننا نجد في السنة مرجعية لما ذهب إليه الدكتور حسن مكي،  بوصفه لأمريكا بأنها  (المسيح الدجال). فإن الدجال: يخرج من غضبة يغضبها. وفي الحديث عن حفصة رضـي الله عنهـا قالت: ”إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها” كنز العمال /ج14 حديث رقم 38752. إن الدخان الذي انبعث عند تفجر برجي التجارة العالمية في أحداث 11سبتمبر 2001م وملأ سماء نيويورك هو أحد علامات الساعة الكبرى وقد ذكره رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في اختبار ابن صياد كما جاء في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبن صياد ”أني خبأت لك خبئاً، فقال هو الدخ، فقال: اخسأ فلن تعدو قدرك” وخبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ”فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين “ الدخان (10).

أقـول: فقد أتت السماء بهذا الدخان فشاهده الناس عبر الفضائيات فتحقق معنى الأية فقد أتت السماء بدخان مبين يوم 11سبتمبر 20011م.
وقد خرجت أمريكا من غضبة 11 سبتمبر 2001 م وغزت أفغانستان وهنالك شاهد آخر، قال صلى الله عليه وسلم: ”يغزو الهند بكم جيش يفتح الله عليهم، حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل، يغفر الله ذنوبهم. فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام” التصريح حديث رقم 46.
إن أفغانستان جزء من الهند، والجبال التي ضربها الزلزال أوائل هذا العام في شمال أفغانستان تسمى جبال(هند كوش). كما ان الزلازل علامة من علامات خروج المهدي وهو أيضاً علامة خروج الدجال الذي اقتـاد أسري الهنـد – أفغانستان – إلى قاعـدة (قوانتنامو). فقد غفر الله ذنوبهم، لأنهم أقاموا دولة إسلامية في الهند (أفغانستان) وقاتلوا الدجال الأمريكي، جهاداً ودفاعاً عن الإسلام، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر في الأسر الأمريكي دون محاكمة، فالدجال هو قائد الروم الصليبين وحامي اليهود في الحديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”لاتقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق (موضعان بالشام قرب حلب) فيخرج اليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلو بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين أخواننا فيقاتلوهم ... فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم فاذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله بيده فيريهم دمه في حربته“ رواه مسلم.
لقد حرض جورج بوش الابن الروم الصليبيين وجمعهم لقتال المسلمين على إثر احداث 11سبتمبر بقولته المشهورة ”إن الحرب الصليبية قد بدأت” فكانت غضبة الدجال على المسلمين فقاد التحالف الصليبي ضد المسلمين تحت مسمى (محاربة الإرهاب).  
والحديث عن الدجال يقود حتماً إلى السؤال عن المهدي وعيسي ابن مريم.



الفصل الثالث
قال صلى الله عليه وسلم: ”لن تهلك أمة أنا في أولها، وعيسي ابن مريم في آخرها، والمهدي في وسطها” التصريح حديث رقم 27. قال الشارح في التعليق بالهامش: ”المراد بالوسط ما قبل الآخر، لأن نزول عيسى عليه السلام لقتل الدجال يكون في زمن المهدي، ويصلي سيدنـا عيسى خلفه كما جاءت به الأخبار”.

أقول: ومن هذه الأخبار عن عثمان بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”يكون للمسلمين ثلاثة أمصار، مصر بملتقى البحرين، ومصر بالحيرة ومصر بالشام. فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض الناس. فيهزم من قبل المشرق. فأول مصر يرده المصر الذي بملتقـى البحرين. فيصير أهله ثلاث فرق، فرقـة تبقي تقـول: نشامه ننظر ما هو؟، وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم. ومع الدجال سبعون ألفا عليهم السيجان، وأكثر تبعه اليهود والنساء. ثم يأتي المصر الذي يليه، فيصير أهله ثلاث فرق. فرقة تقول نشامه ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام. وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق. فيبعثون سرحاً لهم، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم ويصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد، حتى إن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله. فبينما هم كذلك، إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس آتـاكم الغوث  ثلاثاً، فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم: يا روح الله تقدم صل. فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض فيتقدم أميرهم فيصلي. فإذا قضى صلاته، أخذ حربته فيذهب نحو الدجال، فإذا رآه الدجال، ذاب كما يذوب الرصاص، فيضع حربته بين ثندوتيه فيقتله، وينهزم أصحابه. فليس يومئذ شيء يواري منهم أحداً، حتى إن الشجرة لتقول: يا مؤمن هذا كافر، ويقول الحجر: يا مؤمن هذا كافر” التصريح حديث رقم 16. قال الشارح الحيرة هي من مدن العراق.
وقال الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي في كتـــابه (المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث الصحيحة) في خلاصة الكلام عن المهدي ص 383، قال في الفقرة (1): ”لم أجد أي دليل في السنة الثابتة على أن المهدي يدعو الناس إلى الإيمان بمهديته”.
وفي الفقرة (5): ”إن الأحاديث الثابتة في الباب لا تثبت أن المبشر به يلقب نفسه بالمهدي، أو أنه يخاطب بالمهدي، ولذلك فمن الممكن جداً أن تكون الكلمة أريد بها معناها اللغوي، أي أنه يكون رجلاً صالحاً، هداه الله إلى الحق، كما ورد في بعض الروايـــات (وإمامهم رجل صالح) وعلى هذا فلا يمكن الجزم بالمراد الحقيقي من هذه الأحاديث، إلا بعد ظهور بعض العلامات التي لا يمكن أن تتكرر، كخروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام”.

أقول: وبميزان القياس الذي ذكره الدكتور عبد العليم لمعرفة المهدي فقد خرج الدجال الأمريكي في أعراض الناس، وحاصر المسلمين في ملتقى البحرين (الخرطوم) عاصمة السودان. وملتقى البحرين هما: (بحر أبيض وبحر أزرق) ويلتقيان في (المقرن). وهو ملتقى البحرين كما جاء في السنة النبوية الشريفة. ولما أطلق أهل السودان اسم (بحر) لكل من النيل الأبيض والنيل الأزرق، صارت أسماء أعلام لهما. فتطابق لفظ الحديث مع اسميهما. وهو المصر الأول. أما المصر الثاني (مصر الحيرة) هو العراق. والمصر الثالث سمي باسمه (الشام).
ومن ثم فإن لفظ (المهدي) وصفته يمكن أن تطلق على كل واحد من أئمة هذه الأمصار الثلاثة ولا حرج، و أن عيسى ابن مريم هو الذي يخلص هؤلاء جميعاً من سطوة الدجال بلا استثناء لأي منهم، وعلى قاعدة د. عبد العليم  فإن عيسى ابن مريم هو الآن بين ظهراني الناس. وقد أثبتت الدلائل القطعية أن أمريكا هي الدجال، وقد خرج في أعراض الناس، وحاصر المسلمين في ملتقى البحرين. بالحصار الذي تفرضه أمريكا على السودان. وحصار العراق (مصر الحيرة) وعـزم أمريكـا على عـزل صدام (المهدي)، وفي الشـام تحاصر جنـود الدجـال (اليهود) الشعب الفلسطيني بالآلة الحربية الأمريكية تحت حمـاية (الفيتو) الأمريكي. وإن شروط الدكتور البستوي في المهدي تنطبق على صدام (لا يدعو إلى مهديته ولا يلقب نفسه بالمهدي أو يخاطب بالمهدي).  
لقد أكمل الدجال قبضته على المسلمين، وأخذ كل شيء موقعه، في انتظار الحلقة الأخيرة من المشهد الذي أخبرت عنه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ألا وهو خروج المسيح عيسى ابن مريم لقتال الدجال.
يعتقد العلماء باطلاً أن المهدي البيتى الذي ينزل عليه عيسى ويدفع إليه الراية، هو الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً  كما ملئت جوراً وظلماً، ويقسم المال حتى لا يقبله أحد. وهذا الاعتقاد خاطئ للأسباب التي أوردناها في (علامات بين يدي الدجال) وهي:
1-   يسبق الدجال الجفاف الذي يتوالى لثلاث سنين، ثم يأتي بعد ذلك الدجال، فيكون المال في يد الدجال وأتباعه. وإن أصحاب المهدي يصاب سرحهم. حتى إأن أحدهم ليحرق وتر قوسه ليأكله. فمن أين يجد المهدي المال ويقسمه حتى لا يقبله أحد من أولئك الذين يأكلون أوتار أقواسهم من شدة الجوع؟.
2-   إذا كان الدجال يخرج في خفة من الدين  كما مر، فإن هذا المهدي لا يقيم شرعاً لله، ولا يقيم حدود الله. وأن استقامته لا تعدو كونها سلوكاً فردياً. وهو ما أورده الدكتور عبد العليم في الفقرة (5) من خلاصة كلامه عن المهدي التي أوردناها سابقاً (وإمامهم رجل صالح).
3-   وبما أن المهدي لا يدعو الناس للإيمان بمهديته، كما جاء في الفقـرة   (1) من كلام الدكتور عبد العظيم، فإن هذا الوصف ينطبق على صدام حسين، وليس على الدكتور حسن عبد الله الترابي، العقل الموجه، ومرشد جماعة الإنقاذ قبل المفاصلة لإدعائه ولو على لسان أصحابه، بأنه المهدي المجدد للدين في قرنه.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن السنة تحتم وجود رجل من آل البيت يحكم بشرع الله  ويقسم المال، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. إذن فمن هو ذلك الرجل المعني؟




الفصـل الرابع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب، فيبعث إليهم بعث فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد بيعة كلب – فيقسم المال، ويعمل فى الناس بسنة نبيهم، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون” رواه أبو داود.

تحليل الحديث:
1-    ينشأ رجل من قريش أخواله كلب: إن الفيارين وأولاد كامل قبيلتان عربيتان من قبائل المسيرية الحمر بغرب كردفان وتقول الرواية المنقولة بالتواتر إلى اليوم، في أصل تكوين قبيلة الفيارين الأتى نصه: ”جاء (سالم) الشنقيطي سائحاً  واستقر لفترة عند أولاد كامل وتزوج (حليمة الدويشه) شقيقة كامل. وأنجب منها طفلاً، سماه (علي) ثم أختفى (سالم) في طوافه وعاش (على) مع أخواله. وكان نموه غير طبيعي، وبلغ الرشد في زمن قياسي ،فلقب (بعلي فر). من الفوران، لنموه الذي يشبه الفوران، كقوله تعالي: “وَفَارَ التَّنُّورُ“. وتزوج (علي) من أخواله أولاد كامل، وسميت سلالته بقبيلـة (الفيارين) وهذه الرواية تؤكد أن الفيارين قبيلة قرشية”.
2-    قال نوح بنات عيسى، في كتابه عن الأنساب المسمى (سبيل الراشد في معرفة أبناء الجنيد أبي راشد) قال: ”أولاد كلبون بن عويضة ابن عجار، خمسة: كامل وكميل ومزقن ودلام وحدبا”. من هذا النسب يتبين أن أخوال الفيارين هم الكلابنة المشار إليهم في الحديث بـ(كلب). ومن معطيات هذا الحديث ان الرجل القرشى المذكور في الحديث (فيراني) لأنه من قريش نسبه إلى جدهم الشنقيطي القرشي وأخواله كلب. أي كلابنة. ولبقية الحديث شواهد تؤكد ذلك.
3-    فعندما خرجت داعية إلى الله، في بادية أولاد كامل عام 1994 م – 1995 م وأعلنت للناس بأني المسيح المهدي بايعني عدد كبير من أولاد كامل وأعرضت القبائل الأخرى في المنطقة. وهذا ما أشار إليه الحديث )والخيبة لمن لم يشهد بيعة كلب(.
4-  شعرت الحكومة بتنامي تأييد أولاد كامل لي، فخشيت من تعاظم أمري، فأرسلت محافظ محافظة السلام آنذاك. السيد/ عباس على السيد. في قوة عسكرية، ولما تصاففنا للقتال، بعث إليَّ المحافظ عمي (حماد حمدان) برسالة مكتوبة محتواها: ”إننا ما جئنا لقتالك ولكن للحوار، ونحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فإن كان القرآن حجة لك اتبعناك وجنودنا. وإن كان القرآن حجة عليك، تتنازل عن دعواك وتتوب إلى الله”. فوافقت على هذا الشرط، وألقيت السلاح. وكانت النتيجة أني اعتقلت ومن معي من الأصحاب.
وعلى الرغم من المناظرات العديدة التي جرت بيني وبين العلماء، في مبني وزارة التخطيط الاجتماعي آنذاك، وقد كان القرآن حجة لي على الناس أجمعين، إلا أن الحكومة لم تف بعهدها حتى الآن. وهذا معنى ”فيبعث إليهم بعث فيظهرون عليهم” وهذا الحديث هو خير شاهد على أن هذا القرشي هو عيسى ابن مريم.

تنبيه: ذكر الصادق المهدي المسيرية في كتابه (ويسألونك عن المهدية) ونسب فيه المسيرية إلى قبيلة جهينة وهي قبيلة قحطانية كذلك نجد وصف عيسى ابن مريم في السنة بالقحطاني.
5-   إن ذكر أخوال القرشي، فيه تنبيه وتأكيد أن نسب هذا القرشي بالأم وذلك لأن عيسى ابن مريم صلته الظاهرية بالأم. ولما كان له ميلاد أول في بني إسرائيل، كان ميلاده الثاني في العرب، ويشير لفظ الحديث بقوله صلى الله عليه وسلــم: ”ثم ينشأ رجل...” فالنشأة تعني انه يشب ويترعرع وسط أهله لتحقيق معادلة النسب. إذ أن عيسى لا صلة نسب له بأحد، لا في بني إسرائيل ولا في العرب تحقيقاً لقوله تعالي: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ” آل عمران الآية59.
وهذه هي الخاصية التي يتميز بها عيسى عمن سواه من بني إسرائيل. وهو سر عدالته في الأرض. فهو لا ينحاز لأحد في الحكم لأسباب قرابة. بل قرابته إتباع الناس له بالكتاب والسنة.
فسمات هذا القرشي لا تنطبق إلا على سمات عيسى ابن مريم، للشواهد التالية: ورد عن هذا القرشي:
‌أ - أنه يقسم المال.
‌ب-  يعمل  في الناس بسنة نبيهم. (انتبهوا إلى عبارة (نبيهم)).
‌ج-   يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض أي يحكم بالإسلام. وهذا ما لم يفعله أحد قبله، بمن فيهم المهدي.
‌       د-    يملك سبع سنين.
‌هـ-    يتقدمه النصر أربعين ميلاً.
‌و-   يصلي عليه المسلمون.
وكل ذلك ينطبـق على عيسى ابن مريم. فقد وصفته السنة بما يلي:

1-  يقسم المال: قال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وتضع الحرب أوزارها، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد” التصريح حديث رقم1.
2-  يعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم: قال صلى الله عليه وسلم: “ثم ينزل عيسى ابن مريـم مصدقاً بمحمد وعلى ملته” التصريح حديث رقم 38.
3-  يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام” التصريح حديث رقم1. ومعنى يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض: يحكم الإسلام الأرض، وفيه دلالة على هلاك الملل الأخرى.
      كما أن من صفات القرشي، يتقدمه النصر، وهذا يعني مواكبة هذا القرشي للأسلحة الحديثة، التي يرمي بها العدو من بعد أربعين ميلاً أو أكثر، بالصواريخ بعيدة المدى والعابرة للقارات، التي يمتلكها الدجال، وكذلك نجد أن عيسى عليه السلام وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: ”فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، وريح نفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه” التصريح حديث رقم 5.
4- يملك سبع سنين: قال صلى الله عليه وسلم: ”فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة ابن مسعود، فيطلبـه فيهلكه، ثم: يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة” التصريح حديث رقم 6.
وفي هذا الحديث ملاحظة هامة، وهي تشبيه عيسى ابن مريم بعروة ابن مسعود. فوالده من ثقيف وأمه من قريش. وفي ذلك اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالخؤولة في شأن عيسى ابن مريم، كقوله صلى الله عليه وسلم )قرشي أخواله كلب).
5- صلاة المسلمين عليه: قال صلى الله عليه وسلم: ”فيمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه” التصـريح حديث رقم 15.
وهنا ملاحظة هامة يجب الانتباه إليها: وهي صلاة المسلمين على ذلك القرشي الذي أخواله كلب. فلماذا ذكر صلاة الناس عليه؟ وهو الذي عدل في الأرض، وحكم بالإسلام، وعمل فيهم بسنة نبيهم إن في ذلك دلالة على أن هذا القرشي شخص فوق العادة لأن المسلمين يصلون على كل مسلم يموت، حتى لو كان فاجراً.
فأقول: إن ذلك القرشي هو عيسى ابن مريم، لتطابق صفاته مع صفات عيسى ابن مريم وقع الحافر على الحافر.



الفصل الخامس
لما كنت أنا سليمان أبو القاسم موسى ذلك القرشي الذي أخواله كلب، فإن منهجي السياسي، يهدف إلى تحقيق منهج:
الانتصار للمسلمين على عدوهم الدجال الأمريكي واليهودي وذلك برفع راية الإسلام والجهاد وجمع كلمة المسلمين.
1-   إقامة العدل وتقسيم المال صحاحاً، والمساواة بين الناس دون النظر إلى ألوانهم أو أعراقهم.
2-   إنهاء الملل الأخرى بسبب إبراز الإسلام بمظهره الحقيقي الذي يمثل القيم والمثل العليا بعد التردي الأخلاقي الذي غرقت فيه الحضارة الغربية المادية، وأغرقت الشعوب فيه. فالشعوب الضعيفة أغرقت في الفقر، باستغلالها واستغلال ثروات بلادها، وأذيقت ألوان المهانة بالتفرقة العنصرية.



الفصل السادس
قال  صلى الله عليه وسلم: “يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث ابن حراث على مقدمته رجل يقال له منصور، يوطئ أو يمكن لآل محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم، كما مكنت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم، وجبت علـى كل مؤمن نصرته أو قال إعانته” أخرجه أبو داؤود. وذكره القرطبي فى التذكرة تحت عنوان (فى المهدي وذكر من يؤطئ له ملكه)ص 514.
تحليل الحديث:
1-   يخرج هذا الرجل من وراء النهر: وإذا أخذنا في الاعتبار موقع الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذكر الحديث، فإن كلمة (وراء) تعني غرب النهر. وهذا النهر هو نهر النيل لأنه يجري موازياً للجزيرة العربية من الجنوب الغـربي إلى الشمال الغربي، بينما أنهار دجلة والفرات والأردن، تجري في اتجاه عمودي نحو الجزيرة العربية، فلا تناسب عبارة (وراء النهر) الواردة في الحديث إلا نهر النيل، وإلى جانب هذا فإن كلمة (وراء) عند أهل السودان وخاصة سكان النيـل، تعني (غرب) فيكـون موقـع هذا الرجل غرب نهر النيل، وهو موقع قبيلة الفيارين بكردفان.
2-   يقال لهذا الرجل (الحارث بن حراث): ولم يقل اسمه (الحارث بن حراث) وفي هذا دليل على أن هذا الشخص يمتهن مهنة الحراثة وكذلك أبوه. أي أنه مزارع ابن مزارع.
3-   على مقدمته رجل يقال له (منصور): ولم يقل اسمه منصور، أي أن النصر صفة من صفات ذلك القائد، أي لا تنهزم رايته. وهنالك شاهد آخر  وصفة أخري لمن يقال له (منصور) فهو يتقدمه النصر أربعين ميلاً، وفي ذلك دلالة على مواكبة الحارث بن حراث للحرب الحديثة التي يرمي فيها العدو من بعيد أربعين ميلاً أو أكثر بالصواريخ بعيدة المدى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفـاً عيسى ابن مريـم: ”لا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه” التصريح حديث رقم 5.
4-   يمكن لآل محمد صلى الله عليه وسلم: لأنه قرشي أخواله كلب.
5-   وجبت على كل مسلم نصرته أو إعانته: وهي مسئولية ألقاها الله على عاتق المؤمنين لتأييدي ونصرتي. وهم الذين أشار إليهم الحديث التالي:
أخرج ابن حبان بسنده عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سألت نافع بن عتبة بن أبي وقاص، قلت حدثني هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال؟ فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طائفة من أهل المغرب، أتوه يسلموا عليه، وعليهـم الصوف. فلمـا دنوت منه سمعتـه يقــول: ”تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله عليكم. ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون الدجـال فيفتحها الله عليكم” ابن حبان ج 8  حديث رقم 6637.

تحليل الحديث:
طائفة أهل المغرب هي التي تغزو الجزيرة العربية والروم وفارس والدجال وتقضي عليه. وهي المعنية في الحديث الآتي:
عن سعد بن أبى وقاص قال: قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: ”لا يزال أهل الغرب ظاهريـن على الحق حتى تقـوم الساعة” رواه مسلم.
بالنظر لحديث ابن حبان الذي سبق تخريجه. فإن قائد طائفة الغرب هو المسيح عيسى ابن مريم بنص الحديث الآتي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى ابن مريم” التصريح حديث رقم 28. وبذا تكون نجدة الأمة في طائفة أهل المغرب. وتحديداً في قائد هذه الطائفة سر النصر على أعداء الأمة، لذلك أوجب الرسول صلى الله علي وسلم على كل مؤمن نصرته أو إعانته. وهذه الطائفة هي جنود القرشي الذي أخواله كلب، فيفتح بهم الجزيرة العربية ويخلصها من الأعداء والدجال.
عن عمار بن ياسر قال: ”إن لأهل البيت بينكم أمارات فالزموا الأرض حتى ينساب الترك في خلافة رجل ضعيف فيخلع بعد سنتين من بيعته، ويخالف الترك بالروم، ويخسف بغربي مسجد دمشق ويخرج ثلاث نفر من الشام، ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ. ويكون بدء الترك والروم بالجزيرة والروم وقسطنطين، فيتبع عبد الله عبد الله، فيلتقي جنودهما بقرقيساء على النهر، فيكون قتال عظيم ويسير صاحب المغرب فيقتل الدجال” كنز العمال ج11 حديث رقم 131497.

تحليل الحديث:
1-   ”ينساب الترك في خلافة رجل ضعيـف يخلع بعد سنتين من بيعته” وهـو نجم الدين أربكان زعيم حزب الرفاه الإسلامي المخلوع.
2-   ”يخالف الترك بالروم” فقد تم حظر التيار الإسلامي في تركيا واستبدل بالتيار العلماني، بدعم الروم (العالم الغربي) لتركيا للتخلص من المنهج الإسلامي.
3-   ”فيتبع عبد الله عبد الله” وهما الملك عبد الله ملك الأردن الحالي وولي العهد السعودي الأمير عبد الله، القائم بأعمال ملك المملكة العربية السعودية وفي هذا دلالة على مخاطبة هذا الحديث لواقع الأمة اليوم.
4-   “فيكون قتال عظيم” وهو الذي تعد وتمهد له أمريكا الآن.
فيسير صاحب المغرب (القرشي الذي أخواله كلب) بطائفة أهل المغرب فيقتل الدجال. وفي الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى ابن مريم” التصريح حديث رقم 28.
لقد بات من الواضح من التصريحات الأمريكية انها (أي أمريكا) لن تسمح بإقامة دولة إسلامية أصولية، ولا يمكن لحاكم بعد الآن أن يحكم بشريعة الإسلام إلا إذا قضى على القوة الأمريكية وهزمها عسكرياً. وهذا ما تفعله طائفة المغرب السودانية، ولكن ليس تحت قيادة الرئيس عمر حسن أحمد البشير، ولا تحت قيادة الدكتور حسن عبد الله الترابي. بل تحت قيادة ذلك القرشي الذي أخواله كلب والمشار إليه بالحارث بن حراث، ولكن هل يفهم الإسلاميون ذلك!! وإذا لم يفهموا. أقول لهم:
أنكم سوف تنقضون غزلكم أنكاثاً. وبمعاداتي تنقلبوا على أعقابكم خاسرين بعد أن هيأتم المسلمين وجهزتم جيش القدس، التي لا يفتحها إلا عيسى ابن مريم. وواضح من عرض الأحاديث السابقة اإنه الحارث بن حراث من وراء النهر، أي نهر النيل، وليس من سكانه. إذ كل القيادة السابقة والحالية من القبائل النيلية. وهؤلاء لا يتم لأحد منهم فتح القدس.
إن الإنقاذ اليوم دخلت مرحلة الشيخوخة، والمارد الأمريكي خصمها التقليدي، وضع أقدامه في قلب السودان، وفي جبال النوبة، ووضع اليهود أقدامهم في جنوب البلاد وحاصروا مبادئ الإنقاذ ومشروعها الحضاري الإسلامي. باتفاق مشاكوس.
فالشأن أصبح خطيراً، وأصبحت الأمور ليست مجرد مناصب وزارية وسيادة، فالشأن أسمى من ذلك وأرفع، إنها قضية أمة بأسرها، إنها أمة الإسلام  التي تمالى عليها العالم بأسره، وعزم على القضاء عليها، تحت مسمي (محاربة الإرهاب).
 وإنهم خاصة هدف استراتيجي لليهود والنصارى والدجال الأمريكي في المرحلة الحالية والقادمة في الحرب المعلنة على الإسلام باسم محاربة الإرهاب!!
إن كل ما تقوله أمريكا وتقوم به الآن، هو أن تصانع زعماء الإنقاذ لإبتزازهم بحجة تواجد أسامة بن لادن في السودان في عقد التسعينيات من القرن الماضي، وقد تبرأت الإنقاذ عن علاقة ابن لادن بها، كأنها تكفر عن خطيئة أو ذنب ارتكبته. وسوف أبر أنا بقسم ابن لادن بتحرير فلسطين، ونصرة الإسلام والمسلمين، في أي مكان كانوا، وأملأ الأرض عدلاً وسلاماً، بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، وإن غدا لناظره قريب.
أما الإنقاذيون  فإذا ساروا بنهجهم الحالي، فإن أمريكا لن تبال بأي كيفية تقضي عليهم، بعد أن تستنفذ أغراضها منهم، وعلى الرغم من أني مقتنع تماما، أن زعماء الإنقاذ يعلمون ذلك جيداً، إلا أن كثيراً منهم يستغل هذه الفترة لمآربه الخاصة، ولا يأبه بما يحل بالبلاد والأمة بعد ذلك، وهذا بيع زهيد لشعارات الإنقاذ التي أحيت في المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، الأمل في بعث الإسلام من جديد واستعادة الأمة لكرامتها التي فقدت منذ اجتياح العالم الصليبي للأمة في هجمته الاستعمارية، ومن ثم تقطيعه لجسد الأمة الإسلامية إلى دويلات ثم بذرت بينها بذور البغضاء، ففتنت بعضها ببعض  لتباعد بين امكانية اتحاد المسلمين من جديد.
وأنا واثق كل الثقة إن لم تقم قيادة الإنقاذ بدفع الراية إلي، والوقوف من خلفي وإعانتى كما نص بذلك الحديث آنفاً سيستبدل الله قوماً غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم، فطائفة أهل المغرب منصورة إلى يوم القيامة بنص الحديث النبوي، وإن القيادات تتبدل وتتغير والديمومة للمنهج لا للقيادة، وهذا أمر بديهي.
قال القرطبي في التذكرة: ”تقدم فى حديث أم سلمة وأبى هريرة أن المهدي يبايع بين الركن والمقام، وظاهره أنه لم يبايع، وليس كذلك، فإنه روي من حديث ابن مسعود وغيره من الصحابة أنه يخرج في آخر الزمان من المغرب الأقصى، يمشي النصر بين يديه أربعين ميلاً، راياته بيض وصفر، فيها رقوم فيها اسم الله الأعظم مكتوب، فلا تهزم له راية، وهذه الرايات انبعاثها من ساحل البحر بموقع يقال له (ماسة) من قبل المغرب... والحديث بطوله، فيأتي الناس من كل جانب ومكان فيبايعونه يومئذ بمكة، وهو بين الركن والمقام، وهو كاره لهذه البيعة الثانية بعد الأولى، التي بايعه الناس بالمغرب” التذكرة (فصل من أين يخرج المهدي).
وقال القرطبي أيضاً: ”لأن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم فيبعث كتبه إلى جميع قبائل الغرب وهم (غزواله وقذالة) وغيرهم من قبائل أهل المغرب، أن انصروا دين الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتون إليه من كل مكان ويجيبونه ويقفون عند أمره، ويكون على مقدمته صاحب الخرطوم، وهو صاحب الناقة الغراء، وهو صاحب المهدي وناصر دين الله وولي الله حقاً” التذكـرة (فصل اشراط الساعة).
أقول:
1/   ”صاحب المهدي” المهدي الآخر المحاصر في المنارة البيضاء يسير إليه صاحب الخرطوم من الغرب مروراً بمكة، فيبايع فيها للمرة الثانية بين الركن والمقام، لنجدته بطائفة المغرب التي تفتح الدجال.
2/   ”صاحب الخرطوم” هو القرشي الذي أخواله كلب، وهو ناصر دين الله وولي الله حقاً. وهو قائد طائفة المغرب، وهو بلا شك سليمان أبي القاسم موسى.



الخــاتمة
إذا علمنا أن كل ما تعمل عليه أمريكا الآن هو تسريح قوات المجاهدين في السودان، والضغط على حكومة الإنقاذ للتوبة عن ماضيها، وإن كل السياسة الخارجية تسعى جاهدة لتحصل على غفران أمريكا، بحجة أن الإنقاذ تخلت بالفعل عن ماضيها الإسلامي الذي يزعج التوجه الأمريكي الصهيوني، وكل ذلك أفرز معطيات جديدة في فكر التيار الإسلامي ومسلمات لا محيص عنها ولا بديل ألا وهي لا بد من قيادة جديدة، قيادة ربانية تتجاوز اجتهادات الإنقاذ التي نفدت طاقتها عند الجدار الأمريكي. وهذا الجدار الأمريكي لن يتم اختراقه باجتهادات القاعدة وطالبان، ولا صمود صدام والعراق ولا استشهادات حماس والجهاد الإسلامي. بل القيادة الربانية هي وحدها القادرة على اختراق هذا الجدار ودكه وتحطيمه، وذلك بالتحرك بكتائب الأقصى من السودان، وجيش القدس من العراق لهدم السور الواقي اليهودي.
فالسر في المتبوع (القائد) لا في التابع (الجيش المجاهد) فجيوش الفتح الآن موجودة والمفقود هو القائد الرباني الذي لديه سر النصر الذي تفتقده القيادة الحالية لهذه الجيوش.
ولكي يتم النصر، لا بد لقادة الإنقاذ من مبايعتي وإتباعي فإن خلاص الأمة الإسلامية من هذا الجبار الأمريكي أو الدجال الصهيوني، لا يأتي إلا بِتَحَرّكي بطائفة الغرب والسودان الأفريقي. وقيادة الإنقاذ مسئولة أولاً وأخيراً عن كل ساعة معاناة تعاني منها الأمة الإسلامية، في مشارق الأرض ومغاربها. وذلك بسبب منعها الناس من اتباعي بالقهر والتخويف كما كان حال موسى عليه السلام مع فرعون قال تعالى: ”فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ” (83) سورة يونس
 فكان من جراء ذلك  معاناة أسرى (قوانتنامو) وذبح اليهود للفلسطينيين وتجويع وحصار وقتل شعب العراق.
إن الإنقاذ التي كانت ذات يوم أمل الخلاص لهذه الأمة أصبحت اليوم سبب معاناتها، بالحيلولة دون تحركي لإنقاذ الأمة  فإن كان سر النصر في القيادة، فإن سر القائد في اتَباعه، فأنا لا أقاتل جهاداً بمفردي، ومن قبل اعتذر موسى عليه السلام، لربه عن فتح أرض المقدس قائلا: “لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي“ وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة متخفياً  ثاني اثنين.

فهذا بلاغ لقيادة الإنقاذ وللعلماء والمثقفين وللناس أجمعين
..والسلام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنشور رقم (6) ظهر المهدي المنتظر الجزء الثاني

فصـل نهاية النشأة الاولي قال ابن عربي: " نشأة متحدة وهيئة فردية متجسدة فلما كملت بنيتها وتخلقت بصفتها نفخ فيه الشخص الروحاني والكلمة الإلهية، والأمر الرباني فقامت النشأة علي ساقها تعتمد وبأمرها تستند وتواري الدور بالنشأة على أصل البدء إلى أن سلخ ذلك النهار من ليل أرضه والتحق بعنصره الأعلى " . عنقاء (لؤلؤة التحام إلىواقيت وانتظام المواقيت).  تحليل: قوله: " نفخ فيه الشخص الروحاني والكلمة الإلهية والأمر الرباني " الضمير في نفخ يعود للحق عز وجل بإشارة بيانية إلى قوله تعالى: " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا " الأنبياء 91. وقوله تعالى: " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا " التحريم 12. والشخص الروحاني هو شخص عيسى بن مريم وعطف الكلمة الإلهية والأمر الرباني عليه، دال على ذلك فهو الكلمة الإلهية. يقول تعالى: " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ " النساء 171. وقوله "

المنشور رقم (17) شعب الســـودان سيقود العـــالم بالإســـــلام

بسم الله الرحمن الرحيم إستفتاح: خلف هذه الأمة اقدر على فهم نصوص الكتاب والسنة التي تخاطب زمانهم وأن عليهم مراجعة نصوص الآيات والأحاديث لمعرفة الفقه الصحيح المستنبط منها وليس الانغلاق على فهم السلف لتلك النصوص فالمرجع هو نصوص القرآن والسنة النبوية وليس فهم السلف لهذه النصوص وهذا ما أرشد اليه نبي هذه الامة فقد جاء في صحيح البخاري ـ الطبعة الثانية ـ طبعة بيروت 1402هــ1982م عالم الكتب.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"...ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه" كتاب العلم حديث رقم(9)صفحة 45، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"...فليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له " كتاب الفتن حديث رقم  (27) صفحة 90 ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نضر الله إمرئاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه الى من هو افقه منه" صحيح اخرجه الترمذي 5/24 واللفظ له وابن ماجة 1/85 واحمد 1/437. هذه الأحاديث ترد المذهب السلفي وتثبت مذهب التجديد بالفهم الحديث المعاصر قال صلى الله عليه وسلم:" إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل

المنشور رقم (11) لمــــاذا المسيــــح في الســـــودان

بسم الله الرحمن الرحيم مـدخل: بعد أن مضى على كتابة هذه النشرة أكثر من عام أوردت صحيفة الصحافة بتاريخ 9 شعبان 1426هـ الموافق 13 سبتمبر 2005م في صفحتها السادسة مقالاً بقلم: مسمار السقيد. تحت عنوان: (كا- رع- اتوم..) أسطورة متجددة. وألحقت هذا المقال بالنشرة لأنه طابق لما نشرته سابقاً تحت عنوان (الخرطوم مركز القيادة). جاء في مقال مسمار السقيد:” كان ذلك في زمان موغل في الزمان قبل أن يتواضع الناس علي حساب الأيام وقبل تدفق السنين كان لأهل (أطلنتس) في ديارهم جنتان ذوات أكل خصب وإمراع ودهشة وكان قد اجتمع لهم علم الظاهر والباطن فعرفوا خواص الضوء والصوت وانفتحت لهم اسرار الكيمياء فانكبوا على المعادن يفتتون ذراتها ويستخلصون منافعها وتيسرت لهم معرفة الكوارتز والسليكون وفعاليته الكهرومغنطيسية والتفتوا إلى الجواهر فكشفوا أبعادها الجمالية وأغوارها السحرية. وجاء في أخبار الرواة الثقاة من لدن شيخ الطريقة أفلاطون إلى فقهاء العصر الجديد أن أهل أطلنتس لطول باعهم في علم الفلك قد علموا بأن شهاباً رصدا قد دنا أجله فخرج عن مداره وهوي منتحراً تجاه الأرض مستقبلاً أوديتهم، فكان أن أجتمع كهنتهم عن